قال الهرويُّ عن الأزهريِّ: يُقال لمن أرادَ شيئاً ففعَل غيرَه: أخْطأ، كما يُقال لمن قَصَد ذلك، وقيل: يُقال أخْطَأ إذا لم يَقصِد، وخَطِئَ لمن قَصَد الخطَأ، وعلى الرِّواية الأخرى: لعلَّه خِطِئَ -بكسرِ الطَّاءِ- بالمعنَى الأوَّلِ، يُقال: خَطِئَ وأخطَأ بمعنًى واحدٍ، أو يكونُ على وجهِه بمعنَى: مشَى به لابساً له، وأسرَع بذلك للمُبادرةِ للصَّلاةِ، يُقال: خَطَا يَخطُو إذا مشَى ونقَل رِجلَيه في المشيِ، ومنه:«كتَبت … له بكلِّ خُطوة … حسنة» بالضَّمِّ وبالفتحِ المصدرُ، وقد جاءَ في روايةٍ عن ابنِ الحذَّاءِ:«فأخَذ ذَرْعاً» بذالٍ معجمةٍ، و «أخْطأ يَذْرُع» كذلك، فِعلٌ مستقبلٌ، وهو مدُّ الباعِ في المشيِ.
الخاءُ مع اللَّام
٦١٥ - (خ ل ا) قوله: «ما خَلَأَتِ القَصْواءُ»[خ¦٢٧٣١] مهموزٌ؛ أي: تلَكَّأت وحَرَنَت وأبَت المشيَ، والخِلاءُ -بالكسرِ ممدودٌ- للإبلِ كالحِرَانِ للدَّوابِّ، وهو في النُّوقِ خاصَّة، وفي الذُّكورِ: أَلحَّ الجملُ.
٦١٦ - (خ ل ب) في هبةِ المرأةِ لزوجِها: «يَرُدُّ إليها إنْ كان خَلَبَها»[خ¦٥١/ ١٤ - ٤٠٤٩] معناه: خدَعَها، ومنه:«إِذا بايَعْتَ فقل: لا خِلابةَ»[خ¦٢١١٧] بكَسرِ الخاءِ.
وفي حديثِ يونسَ:«مَخْطومٌ بِخُلْبة». وفي الحديثِ الآخرِ:«بليفٍ خُلْبةٍ» بضمِّ الخاءِ وسكونِ اللَّامِ، يريدُ بحبلٍ ضُفِرَ منَ الخُلْبِ، وهو ليفُ النَّخلِ، ويُسمَّى الحبلُ خُلْباً بذلك، وتكون الخُلْبةُ: القِطْعةَ منَ الخُلْبِ، وهو الحبلُ المذكورُ، وقوله:«بليفِ خُلْبةٍ» يُشبِه أن يكونَ من المقلوبِ؛ أي: بخلبةِ ليفٍ؛ أي: حبلٍ منه، أو يكون «بليفٍ خُلْبةٍ» منوَّنَ الفاءِ على البدلِ لأحدِهما منَ الآخرِ.
٦١٧ - (خ ل ج) وقوله: «إنَّ بعضَكم خالَجَنيها» يعني السُّورةَ؛ أي: نازعَني قِراءتَها، ويدُلُّ عليه قولُه في هذا الحديثِ:«ما لي أُنازَعُ القرآنَ»، وأصلُ الخلْجِ الجَذْبُ، فكأنَّه جاذبَه السُّورةَ بقِراءتِه إيَّاها معَه.
وقوله في حديثِ الحَوضِ:«فلَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي»[خ¦٦٥٧٦]، و «اختُلِجوا دوني»[خ¦٦٥٨٢] أي: يُجتَذَبون ويُقْتَطَعون عنِّي.
وذِكْرُ:«الخلِيج»[خ¦٤٨٤] بكسرِ اللَّام الثَّانيةِ، وهو نهرٌ يخرُجُ من جَنبِ آخرَ، وخَلِيجا الوادي: جانِباه.
٦١٨ - (خ ل ط) وقوله في الغُسْلِ: «إذا خالطَ» معناه: جامعَ، والخِلاطُ بالكسرِ: