قال القاضي ﵀: وقد تصِحُّ عندي الرِّواية بمَعنَى ما خوَّفَكم أو دعَاكُم إلى الخَوفِ، أو ما شَكَّكُم في أمرِه حتَّى تحتَاجوا إليه وإلى سُؤاله، أو ما دعَاكُم إلى شَيءٍ قد يسُوؤكم عُقبَاه منه، ألا ترَى كيف قال بعده:«لا يستَقْبِلنَّكم بشَيءٍ تَكرَهُونه».
في خَبرِ ابنِ عمرَ والحجَّاجِ في الحجِّ:«إنْ كنتَ تريدُ السُّنَّة اليومَ فأقْصِر الخُطبَة»[خ¦١٦٦٣] كذا للقابسيِّ والأَصيليِّ عن المَروزيِّ في عَرضَة مكَّةَ، وعند أبي ذرٍّ والجُرجانيِّ:«لو كنتَ تريدُ أن تُصيبَ السُّنَّة»، والأوَّلُ هو المَعروفُ في غيرِ هذا المَوضعِ في الأُمَّهاتِ، لكن وجْهُه أن تكُون «لو» هنا بمعنَى «إنْ»، وقد قيل ذلك في قوله: ﴿وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢١].
وفي (باب مَن قتَل نَفسَه خطَأً): «وأيُّ قَتْلٍ يَزِيدُه عَلَيه» كذا للرُّواةِ عن البُخاريِّ [خ¦٦٨٩١]، وعند الأَصيليِّ:«نزِيدُه» بالنُّونِ، وكِلاهُما بالزَّاي، ومَعناه: أيٌّ قَتْلٍ في سَبيلِ الله بفَضلِه، وفي بَعضِ الرِّواياتِ:«أيُّ قَتيلٍ»، وكذا عند القابسيِّ وعبدُوسٍ.
في (بابِ خَلقِ آدَم وذُريَّتِه): «﴿فِي كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤] في شِدَّة، ﴿وَرِيشًا﴾ [الأعراف: ٢٦]: المالُ، وقال غيرُه: الرِّياشُ والرِّيشُ واحدٌ، وهو ما ظهَر منَ اللِّباسِ»[خ¦٦٥/ ٧ - ٦٧٠٧] كذا لأبي ذَرٍّ، وعند الأَصيليِّ:«﴿فِي كَبَدٍ﴾: في شِدَّةٍ واقتِناءِ المَالِ وغيره الرِّياش»، والأشبَه الأوَّل، ولعلَّ «واقتِنَاء» مُصحَّف من «ورِيشاً»، والله أعلَم، لاسيَّما بذِكر الرِّياش بعدَه، وقد تخرج رِوايةُ الأصيليِّ؛ لأنَّ اقتناء المالِ والسَّعيَ في المَعيشةِ من جُملةِ المَشقَّاتِ للإنْسانِ فيها، وقد جاء في التَّفسيرِ ﴿فِي كَبَدٍ﴾: في تَعبٍ ومَشقَّةٍ في أمُورِ الدُّنيا والآخرةِ، وقد قيل في تَفسيرِ الكَبَد غيرُ هذا.
فصل مُشكِل أسْماءِ البُقَعِ والمَواضِع وتَقيِيدها
(رِيْم) بكَسرِ الرَّاء وسُكونِ الياءِ باثنتَين تحتَها، ذُكرَ في «الموطَّأ» أنَّها على أربَعة برُدٍ يعني من المَدينةِ، قاله مالكٌ، وفي «مصنَّف عبدِ الرَّزّاق»: «هي ثلاثُون مِيلاً».
(الرَّوحاءُ)[خ¦٤٨٣] بفتح الرَّاء ممدُودٌ من عمَل الفُرعِ من المَدينةِ، بينه وبين المَدينةِ نحو أربَعِين ميلاً، وفي كتابِ مُسلمٍ:«هي على سِتّة وثلَاثِين مِيلاً»، وفي كتابِ ابنِ أبي شيبَةَ:«ثلاثون ميلاً».
(الرَّبَذَة) بفَتحِ الرَّاء والبَاء والذَّالِ المُعجَمة، مَوضِعٌ خارِج المَدينةِ، بينها وبين المَدينةِ ثلاثُ مَراحِل، وهي قريبٌ من (ذات عِرْقٍ).