للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام التي غيَّرتها الجاهليَّةُ عن استقامتِها وأمالتْها بعد قوامِها.

١٦٩٧ - (ع و د) قوله: «عادوا حُمَماً» [خ¦٦٥٦٠] أي: صارُوا، وليس بمعنَى: رجَعَوا، والعَرَبُ تستعمِلُ «عادَ» بمعنَى: صارَ إلى حالةٍ أخرى، وإن لم يكن متَّصفاً بها قبلُ، ومنه قوله تعالى: ﴿أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا﴾ [الأعراف: ٨٨]، وشعيبُ لم يكن على الكفرِ قطُّ، ومنه قوله : «أَعُدتَ فتَّاناً يا معاذُ؟» أي: أصِرتَ؟، وأمَّا بمعنى الرُّجوعِ ففي غيرِ موضعٍ «عادَ إليه» [خ¦١٣٨٦]، وعُدتُ إلى مكاني، ومنه: المَعَادُ في الآخرةِ؛ وهو مرجعُ الإنسانِ إلى الحياةِ بعدَ الموتِ، ومصيرُه إلى عُقبَى أمرِه وحالتِه في الآخرةِ.

وقوله: «وعِيَادةُ المرِيض» [خ¦١٢٣٩]، و «من عَاد مَرِيضاً» [خ¦٧٥/ ١٢ - ٨٤٢٣] هي زيارتُه وافتقادُه، وأصلُه: من الرُّجوعِ، والعَودُ: الرُّجوعُ، ويقال: عُدتُ المريضَ عَودَاً وعِيادَةً، والياءُ منقلبةٌ من واوٍ.

وقوله: «هذا عِيدُنَا» [خ¦٩٥٢]، و «كان يومَ عيدٍ» [خ¦٩٥٠] سمِّي العيدُ عِيدَاً؛ لأنَّه يعودُ ويتكرَّرُ لأوقاتِه، وقيل: يعودُ به الفرحُ على النَّاسِ، وكلاهما متقاربُ المعنى، وقيل: تفاؤلاً لأن يعودَ ثانيةً على الإنسانِ.

وقوله للذي دبَّ راكعاً: «زادك الله حرصاً، ولا تَعُد» [خ¦٧٨٣] أي: لا تَعُد إلى التَّأخيرِ، وقيل: إلى التَّكبيرِ دونَ الصَّفِّ، وقيل: إلى الدَّبِّ وأنت راكعٌ، وقال الدَّاوديُّ: معناه لا تَعُد لإعادَةِ الصَّلاةِ، فإنَّها تُجزِيك تصويباً لما فَعَل، وقوله: «سمعته منه عَوداً وبَدءاً» [خ¦٥٣٨٤] أي: مرَّة وثانيةً، عاودَ الحديثَ بعد ابتدائِه.

١٦٩٨ - (ع و ذ) قوله: «معهم العُوذُ المَطَافيل» [خ¦٢٧٣١] [خ¦٢٧٣٢] بضمِّ العينِ، وهي النُّوقُ بفُصْلانِها، وقيل: المرادُ به؛ النِّساءُ مع الأولادِ، وأصلُه النَّاقةُ لأوَّلِ ما تَضَعُ حتَّى يقوَى ولدُها، وهي كالنُّفساءِ من النِّساءِ، والمطافيلُ: ذواتُ الأطفالِ؛ وهم صغارُ البنينِ، قال الخليلُ: العُوذُ: واحدها عَائذٌ، وهي كلُّ أنثى لها سبعُ ليالٍ منذُ وضعَت.

وقوله: «عَائِذاً بالله من ذلك» [خ¦١٠٤٩]، و «أعُوذُ بالله مِنك» [خ¦٣٦٩٦]، و «مَعاذَ الله» [خ¦٣٣٨٩]، و «عوذاً» و «من وجَدَ … مَعاذاً» [خ¦٣٦٠١]، و «عُذتِ بمَعَاذٍ» [خ¦٥٢٥٥] بفتحِ الميم، و «يعوذُ عائذٌ بالبيتِ» كلُّه بمعنَى: اللَّجأ، يقال: عُذت عِياذاً وعَوذاً ومَعَاذاً؛ أي: لذتُ ولجأتُ، قال الخطابيُّ: يَحتمِلُ قوله: «عائذاً

<<  <  ج: ص:  >  >>