كما جاء في الأحاديثِ الأُخرِ [خ¦٦٦٠]، وقد ذكَرناه في الشِّين.
والأمرُ في ذلك كلِّه على مَجازِ كَلامِ العَربِ، وكنى به عن السِّرِّ والكِتمانِ؛ إذ اليَمينُ والشِّمالُ لا يُنسَب إليهما مُعرَّفة، وإنَّما أراد سترَه حتَّى لو كانتا ممَّن يعرف ويُعقَل لكتَم ما يفعَلُ بإحداهما عن الأُخرَى.
وقوله في الدَّجالِ:«أَعْورُ العَينِ اليُمْنَى»[خ¦٣٤٤٠]، وفي حَديثٍ آخر:«أَعورُ العينِ اليُسْرَى»، وقد ذكَر مسلمٌ الرِّوايتَين، ووَجهُ الجَمعِ بينهما أنَّ كلَّ واحدةٍ عوراء من وَجهٍ ما؛ إذ أصلُ العورِ: العيبُ، لاسيما ما اختصَّ بالعينِ، فإحداهُما: عوراء حقِيقَة ذاهبةٌ، وهي الَّتي قال فيها:«مَمْسُوحُ العَينِ»، والأُخرَى: معيبَة، وهي الَّتي قال فيها:«عليها ظَفَرَةٌ»، و «كأَنَّها كَوكبٌ»، و «عِنَبةٌ طَافيَةٌ»[خ¦٣٤٣٩].
وقوله:«فكانَ الهَديُ مع النَّبيِّ ﷺ وأبي بَكرٍ وعمرَ وذَوِي اليَسَارَةِ» كذا في النُّسخِ، وصَوابُه «اليسار» بغيرِ هاءٍ، وهو الغِنَى، وأمَّا بالهاء فهي القِلَّة والتَّفاهةُ.
فصل تَقيِيد مُشكِل أسماءِ المَواضِع والبقعِ في هذا الحَرفِ
(يَثرِب)[خ¦١٦٠٢] اسمُ مَدينةِ النَّبيِّ ﷺ بثاءٍ مُثلَّثةٍ وراء مَكسُورةٍ، وقد غيَّر النَّبيُّ ﷺ ذلك فسمَّاها طابَة وطَيبَة كرَاهةً لما في يَثرِب من التَّثريبِ، وقيل: سُمِّيت يَثْرِبَ بأرضٍ بها تُسمَّى كذلك المدينة بناحِيَة منها، فأمَّا الَّتي في الشِّعرِ:
مواعيدَ عُرقُوبٍ أخاه بيَثرِب
فقيل: هو منها، وقيل: هي قِريَة باليَمامةِ، وقيل: إنَّما هي يَترَبُ بتاء باثنتين فوقَها وراء مفتوحة اسمُ تلك القَريةِ، وقيل:(يثرب) من بلاد بني سعد من تميمٍ، كما اختُلِف في عُرقُوبٍ هذا، فقيل: رجلٌ من الأوسِ من أهلِ المَدينةِ، وقيل: من العماليقِ أهل اليَمامةِ، وقيل: من بني سعدٍ المَذكُورِين.
(اليَمَنُ)[خ¦١١٢] كلُّ ما كان عن يَمينِ الكَعبةِ من بِلادِ الغَورِ.
(اليَمامَةُ)[خ¦٢٤٢٢] مَدِينةُ اليمن على يومَين من الطَّائفِ، وأربَعةٍ من مكَّةَ، ولها عَمائرُ، وقاعدُتها حَجر اليَمامةِ، وهي في عداد أرضِ نَجدٍ، وتُسمَّى العَروض بفَتحِ العين.
«يَلَمْلَمُ»[خ¦١٣٣] بفَتحِ الياء واللَّامَين أحدُ المَواقيتِ المَشهُورةِ، وهو من