من أبي القَاسمِ» [خ¦٢٧٣٠] تصغِيرُ الكَلمةِ من الهَزلِ الَّذي هو ضِدُّ الجِدِّ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله في (باب كلام الرَّبِّ مع الأنبياء): «ثمَّ يَهزُّهنَّ»[خ¦٧٥١٣] آخِرُه نونٌ، مثل يضُمُّهنَّ، مُستَقبل من الهزِّ، كذا للجُرجانيِّ والكافَّةِ، وللأَصِيليِّ عن المَروَزيِّ:«ثمَّ يُهزهِزُ» مثل يُجمجِمُ، وهما بمعنًى، قال الخليلُ: يقال: هزَزتُ وهَزْهَزْت الشَّيء بمعنًى.
وفي حَديثِ الرُّؤيا:«رأَيتُ أنِّي هزَزْت سَيفاً-ثمَّ قال: - ثمَّ هزَزْته أُخرَى»[خ¦٣٦٢٢] كذا لهم، وعند السَّمرقَنديِّ:«هزَّتُ سيفاً … وهَزَّتُه أُخرَى» بزاي واحِدَة مُشدَّدة، وهما بمعنًى، هذا على الإدغامِ على لُغةِ بَكرِ بنِ وائلٍ، تقول: مَدَّت بمعنى: مدَدْت، وعلى قولهم مَصَّ، وأصلُه مَصصَ.
وفي الحجِّ:«لا يَستَطِيعُون يطُوفُون من الهُزالِ»، وروَاه بعضُ الرُّواةِ من طريقِ أبي بَحرٍ:«من الهزلِ»، وهو وَهمٌ، ولعَل الألفَ سقَطَت، إنَّما هو الهُزالُ الَّذي هو ضِدُّ السِّمنِ، والهَزلُ: ضِدُّ الجِدِّ.
الهَاء مع اللَّام
٢٢٨٤ - (هـ ل ب) قوله في حَديثِ الجسَّاسةِ: «فإذا بدَابَّة أهلَب-أي: - كثِيرةُ الشَّعرِ» وقد فسَّره في الحَديثِ، يقال: أهلَب: كثيرُ الشَّعرِ لا يُدرى ما قبُلُه من دبُرُه.
٢٢٨٥ - (هـ ل ك) قوله: «إذا قال الرَّجلُ هلَك النَّاسُ فهو أهلَكُهم» روَيناه بضمِّ الكافِ، وقد قيل بفَتحِها:«أهلكَهم»، ونبَّه على الخلافِ فيه ابنُ سُفيانَ، قال: لا أَدرِي هو بالفَتحِ أو الضَّمِّ، قيل: معناه إذا قال ذلك استِحقاراً لهم واستِصْغاراً لا تَحزُّناً وإشفاقاً، فما اكتسَب من الذَّنبِ بذِكْرهِم وعجبِه بنَفسِه أشدُّ، وقيل: هو أَنْساهُم لله، وقال مالكٌ: معناه أفلسُهم وأدناهُم، وقيل: معناه في أهل البِدَعِ والغَالِين الذين يؤيِسُون النَّاس من رَحمةِ الله، ويوجِبُون لهم الخلودَ بذُنوبِهم إذا قال ذلك في أهلِ الجَماعةِ ومَن لم يقُل ببِدعَتِه، وعلى رِوايَةِ النَّصبِ معناه: أنَّهم ليسوا كذلك، ولاهلكُوا إلَّا من قَولِه لا حقيقةَ له من قِبَل الله؛ أي: حكَم علَيهِم بالهَلاكِ.