قوله:«ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواءِ»[خ¦٤٠٠٣] بكسرِ النُّونِ ممدودٌ، كذا لهم؛ ومعناه: السِّمانُ، والنِّيُّ بكسرِ النُّونِ وفتحِها وتشديدِ الياءِ: الشَّحمُ، ويقال: بالفتحِ الفعلُ، وبالكسرِ: الاسمُ، يقال: نَوتِ النَّاقةُ؛ إذا سمِنَتْ، فهي ناويةٌ، والجميعُ: نِواءٌ، ووقعَ عندَ الأَصيليِّ في موضعٍ والقابسيِّ:«النِّوى» بكسرِ النُّون مقصورٌ، وليسَ بشيءٍ، والصَّوابُ الأوَّلُ. قالَ الخطابيُّ: وأكثرُ الرُّواةِ يقولون: «النَّوى» بفتحِ النُّونِ مقصورٌ، وفسَّرَه محمَّدُ ابن جريرٍ الطَّبريُّ فقال: النَّوى جمعُ نواةٍ؛ يريدُ الحاجةَ، قال الخطابيُّ: وهذا وهمٌ وتصحيفٌ، ثمَّ فسَّرَ النَّوى بما تقدَّمَ، وفسَّرَه الدَّاوديُّ: بالحِباءِ والكرامةِ، وهذا أبعدُ.
وقوله:«فجاء ذو البُرِّ بِبُرِّه، وذو التَّمرِ بتمرِه، وذو النَّواةِ بنواهُ» كذا في جميعِ النُّسَخِ بالإفرادِ أوَّلاً والجمعِ آخِراً، وفي بعضِها: الإفرادُ في الموضِعَين، وصوابُه الجمعُ، على معنى الجنسِ في الحرفَينِ، كما جاءَ قبلُ في التَّمرِ والبُرِّ.
وقوله:«وخَلقَ النُّورَ يومَ الأربِعاءِ» كذا عندَ كافَّةِ شيوخِنا عن مسلمٍ، وجاءَ عن بعضِ رواتِه:«النُّون» بالنُّون، وتقدَّمَ تفسيرُ النُّونِ، وبالرَّاءِ روَيناه عن شيوخِنا في كتابِ الحاكمِ، وبالنُّونِ روَيناه عنهم في كتابِ ثابتٍ.
وقوله في (بابِ التَّيمُّمِ): «فنامَ رسولُ الله ﷺ حتَّى أصبحَ»[خ¦٣٦٧٢] كذا في «الموطَّأ» وكذا لابنِ السَّكنِ، وعندَ المروزيِّ وأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ:«فقام رسولُ الله ﷺ حينَ أصبحَ»[خ¦٣٣٤] وكلاهما صحيحٌ، والأوَّلُ أَوجَهُ، وعندَ الجُرجانيِّ:«فقامَ رسولُ الله ﷺ حتَّى أصبحَ»[خ¦٤٦٠٧] وهو وهمٌ بيِّنٌ.
وفي (باب فضلِ أبي بكرٍ) أيضاً في هذا الحديثِ: «فقامَ رسولُ الله ﷺ حينَ أصبحَ» كذا للجُرجانيِّ، ورواه بعضُهم هنا:«فقام حتَّى أصبحَ»[خ¦٤٦٠٧] كذا للقابسيِّ وعبدوسٍ.
وفي (باب تخفيفِ الوضوءِ) في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «فنامَ رسولُ الله ﷺ من اللَّيل» كذا لابنِ السَّكنِ، وعندَ الجماعةِ:«فقامَ»[خ¦١٣٨] والأوَّلُ الصَّوابُ؛ لأنَّ بعدَه:«فلمَّا كانَ في بعضِ اللَّيلِ قامَ رسولُ الله ﷺ فتوضَّأَ» ويبيِّنُه قولُه في الرِّوايةِ