وفي الحَديثِ:«يُومُّونَ هذا البَيتَ» أي: يقصِدُونه، ومِثلُه:«فانطلَقْتُ أتأَمَّمُ رسولَ الله ﷺ» أي: أَقصِدُه، ومِثلُه:«فتيمَّمْتُ بها التَّنُّورَ» كذا للبُخاريِّ [خ¦٤٤١٨]، ولمُسلمٍ:«فتأَمَّمْتُ»، وكِلاهُما بمعنًى، سهَّل الهَمزةَ في رِوايةٍ وحقَّقها في أُخْرى، أي: قصَدتُ، قال الله تعالى: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النِّساء: ٤٣].
ومنه قوله:«فتيَمَّمتُ مَنزِلي»[خ¦٤١٤١] كذا في مُسلمٍ، وفي البُخاريِّ:«فأمَّمتُ مَنزِلي»[خ¦٢٦٦١] مُشدَّد الميمِ بمعنًى كما تقدَّم، وأصلُه كلُّه الهمز.
و «أُمُّ الكِتابِ»[خ¦٦٥/ ١ - ٦٤١٩] سُورةُ الحمدِ، وأُمَّةُ النَّبِيِّ ﷺ أتباعُه، والأُمَّةُ القَرنُ من النَّاسِ، وللأُمَّة مَعانٍ كَثيرَة في اللِّسانِ، وقد تكرَّر ما ذكَرْناه في الحَديثِ.
و «المَأْمُومَة» المَذكُورةُ في «المُوطَّأ» في الجراح الَّتي بلَغت إلى صفاق الدِّماغ، وهي جِلدةٌ رَقِيقة تُغشِّيه، وهي «الآمَّة» أيضًا ممدُودَةٌ مُشدَّدة، وتلك الجُليدَة هي أمُّ الدِّماغ وأمُّ الرَّأسِ، وبه سُمِّيت الجراحَةُ.
وقوله:«تِلكَ صَلاةُ النَّبيِّ ﷺ لا أُمَّ لَكَ»[خ¦٧٨٧] هي كَلِمةٌ تَدعَم بها العربُ كَلامَها، لا تريد بها الذَّمَّ بل عند إنكارِ أمرٍ أو تَعظِيمه.
قوله:«إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ»[خ¦١٩١٣] الأُمِّيُّ الَّذي لا يقرَأ ولا يكتُب، قيل: نُسِب بصِفَته تلك إلى أُمِّه؛ إذ هي صِفة النِّساءِ وشأنُهن غالبًا، فكأنَّه مِثلهَا.
وفي «المُوطَّأ»: «أبو الرِّجالِ عن أُمِّه عَمْرَةَ»[خ¦٢٧٠٥] هي أمُّه العُليا؛ أي: جَدَّته.
٦٥ - (أ م ن) قوله: «آمِينَ»[خ¦٧٨٠] تُمدُّ الهَمزة وتُقصَر بتَخفيفِ الميمِ، وحكَى بعضُ اللُّغوِيِّينَ تَشديدَها وأنكَرَه الأكثرُ، وأنكَر ثعلَبٌ القصرَ أيضًا في غَيرِ ضَرُورة الشِّعرِ، وصحَّحه يعقُوبُ، والنُّونُ مَفتُوحة أبدًا، مثلُ ليتَ ولعَلَّ، ويقال في فِعْله: أمَّن الرَّجلُ -مُشدَّدَ الميمِ- تأمينًا.