للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كذلك يكون، وقيل: هو اسمٌ من أسماءِ الله، وقيل: هو أمِينٌ بقَصرِ الألفِ، فدَخَلت عليها ألفُ النِّداءِ، كأنَّه قال: يا الله استَجِب دُعاءَنا، وقيل: هي دَرَجة في الجنَّةِ تجِبُ لقائل ذلك، وقيل: هو طابعُ اللهِ على عِبادِه يَدفَع به الآفات، وقيل: معناه: اللهمَّ استَجِب لنا.

وقوله: «إذا أمَّنَ الإمامُ فأَمِّنُوا» [خ¦٧٨٠] قيل: مَعناه: إذا قال: آمين، وقيل: مَعناه: إذا دعا بقوله: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦] إلى آخرِ السُّورةِ، ويُسمَّى كلُّ واحدٍ من الدَّاعي والمُؤمِّن داعيًا ومُؤمِّنًا، قال الله تعالى: ﴿قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ [يونس: ٨٩]، وكان أحدُهما داعِيًا والآخرُ مُؤمِّنًا، وقيل: مَعناه: إذا بلَغ مَوضِع التَّأمينِ.

وقوله: «فإنَّه مَنْ وافَقَ تأْمِينُه تأْمِينَ المَلائكةِ» [خ¦٧٨٠] الحديثَ، قيل في مُوافَقةِ القَولِ: لقَولِه: «قالَتِ الملائِكَةُ آمِينَ»، وقيل: في الصِّفة من الخَشيةِ والإخْلاصِ، وقيل: هو أن يكون دعاؤه لعامَّة المُؤمنِين كالمَلائكةِ، وقيل: مَعناه: من استُجِيب له كما يُستَجابُ للمَلائِكةِ.

وقوله للحَبشةِ: «أَمْنًا بنِي أَرْفِدَةَ» [خ¦٩٨٨] بسُكونِ الميمِ نصبًا على المَصدرِ؛ أي: أَمِنتُمْ أَمْنًا، ويصِحُّ على المَفعولِ؛ أي: وافَقْتم ووجَدتُم أَمْنًا، وكذا قَيَّد اللَّفظَ الأَصيليُّ والهَرويُّ، ولغَيرِهما: «آمِنًا» بالمَد للهَمزةِ وكَسرِ الميمِ، على وزن فاعل، وصفًا للمَكان، أو الحال نصبًا على المَفعُولِ؛ أي: صادفتم آمِنًا، يريد زَمَنًا آمنًا أو أمرًا، أو نزلتم بلدًا آمنًا، ومَعناه: أنتم آمنون في الوَجهَين والرِّوايتَين.

وقوله في المَدينةِ: «حرَمٌ آمِنٌ» هي بالمَدِّ؛ أي: من العدُوِّ أن يغزوه، كما قال: «لن تغزُوَكم قرَيْشٌ بعدَ اليَومِ»، أو آمن من الدَّجالِ كما جاء: أنَّها مُحرَّمَةٌ علَيه [خ¦١٨٨٢]، أو من الطَّاعُون كما جاء في الحَديثِ: أنَّهما لا يَدخُلانها، أو آمنٌ صيدُها لتَحريمِ النَّبيِّ ذلك، كذا لعامةِ الرُّواةِ، وفي كتابِ القاضي التَّميميِّ في مُسلمٍ: «أَمْنٌ» أي: ذاتُ أَمْنٍ، كما قيل: رجلٌ عَدْل، وَصْفٌ بالمَصدرِ.

وقوله: «مِثْلُ ما آمَنَ عليهِ البَشَرُ» [خ¦٤٩٨١]، وفي بَعضِ رِواياتِ الصَّحيحِ: «أومِنَ» بالواوِ، وبعضُهم كتَبَه: «إيمَنَ» بالياء، وكلُّه

<<  <  ج: ص:  >  >>