قوله:«وغيرُ ذلك بَطَلْ»[خ¦٥٧٦٠] رَويناهما بالوَجهَين بفتح الباء بواحدة والطَّاء، من الباطل، ويُروَى:«يُطَلُّ»[خ¦٥٧٥٨] بضمِّ الياء باثنتَين تحتَها، مِنْ طُلَّ دَمُهُ إذا لم يُطلَب وتُرِك، يقال: طَلَّ دَمَهُ وطُلَّ، وأُطِلَّ وطَلَّ دمه أيضاً قاله أبو عُبيدٍ، وبالوَجهَين رَوَيناهما في «المُوطَّأ» عن يحيَى بنِ يحيَى الأندلسيِّ وابنِ بُكيرٍ، ورَأيتُ في بَعضِ الأصولِ من «المُوطَّأ» عن ابنِ بُكيرٍ: بالوَجهَين قرَأناها على مالكٍ في «مُوطئِه»، ورجَّح الخَطَّابيُّ رِوايَة الياء باثنتَين على رِوايَة الباء بواحِدَة فيه، وأكثرُ الرِّوايات للمُحدِّثين فيها بالباء بواحِدَة، وبالباء وحدَها ذكرَها البُخاريُّ في:(باب الطِّيرة والكَهانةِ)، وكذلك في كتابِ مُسلمٍ إلَّا من رِوايَة ابنِ أبي جَعفرٍ، فإنا رَوَيناه عنه في حَديثِ أبي الطَّاهرِ وحرمَلةَ بالياء.
ذِكْرُ (بُطْحان)[خ¦٥٦٧] يأتي في فَصلِ الأماكنِ من الأرْضِ.
وفي التَّفسير:«﴿فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ [الرعد: ١٧]: تملأُ بطْنَ وادٍ»[خ¦٦٥/ ١٣ - ٦٨٢٢] كذا لأكثَرهمِ، وعند بَعضِهم:«يَملأُ» وكلُّه وَهمٌ، وصَوابُه ما للأَصيليِّ:«بمِلْءِ كلِّ وادٍ».
في حَديثِ سَودةَ ﵂:«وكانَت امرأةً ثَبِطةً»[خ¦١٦٨٠] كذا لجميعِهم، وهو المَعروفُ، ومعناه «ثَقِيلةً»، وبهذا فسَّره في الحَديثِ القاسمُ، ووقَع من حَديثِ أبي نُعيمٍ في البُخاريِّ:«بَطِيئةً»[خ¦١٦٨١]، والأوَّل أصحُّ وإن تقارَب المَعنَى.
ومِثلُه في حَديثِ فَرسِ أبي طَلحَةَ:«وكان فرَساً يُبَطَّأ» كذا لكافَّتهم، وعند الطَّبري:«ثبطاً» بالثَّاء، والأوَّل هنا أعرَفُ؛ أي: أنه يُوصَف بالبُطءِ في جَريِهِ، وإن كان ثَبِطاً ثَقِيلاً بمَعنَاه.
البَاء مع الظَّاءِ
١٧١ - (ب ظ ر) في الحَديثِ: «يا ابنَ مقطِّعةِ البُظُور»[خ¦٤٠٧٢] بضمِّ الباء والظَّاء، جمع بَظْر، وهو ما يخفض من النِّساء في ختانهنَّ؛ يريد أنَّ أمَّه كانت خَتَّانة للنِّساء، ومنه في الحَديثِ الآخَرِ:«امصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ»[خ¦٢٧٣١] كَلِمةُ سبٍّ تَستعمِلُها العربُ لمن تُقَابحه وتَسبُّه، وأكثرُ ما يضِيفُون ذلك للأُمِّ.