للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرِّفقِ والرَّحمةِ، وشمولِها على العالمينَ فكأنَّها الغالبُ، ولذلك يقال: غَلَبَ على فلانٍ حبُّ المالِ، وغَلَبَ عليه الكرمُ، والغالبُ عليه العقلُ؛ أي: أكثرُ خصالِه أو أفعالِه، وإلَّا فغضَبُ الله تعالى ورحمتُه صفتانِ من صفاتِه راجعتان إلى إرادتِه ثوابَ المطيعِ وعقابَ العاصي، وصفاتُه لا توصفُ بغلبةِ إحداهُما على الأخرَى، ولا بسبقِها لها لكنَّها استعارةٌ على مجازِ كلام العربِ وبلاغتِها في المبالغةِ.

وقوله في (باب سقايةِ الحاجِّ): «لولا أن تُغلَبوا لَنزَلتُ حتَّى أضَعَ الحَبْلَ على هذه» [خ¦١٦٣٥] يريدُ يقتدِي بيَ النَّاسُ في استقاءِ الماءِ للنَّاسِ، فيغلبونَكم على سقايتِكُم ومنقبتِكُم من ذلك.

وقوله: «لن يُشَادَّ هذا الدِّين أحدٌ إلَّا غلبَه» [خ¦٣٩] بتشديدِ الدَّالِ، ويُروَى برفعِ «الدِّينِ» ونصبِه ومعناه: ذمُّ التَّعمقِ والغلوِّ في الدِّينِ، وقوله: «إلَّا غلبَه» أي: أعياه غلوُّه، وأضعفَ قوتَه وملَّه وتركَه، ويفسِّرُه قوله: «اكلَفُوا من العَملِ ما تُطيقونَ؛ فإنَّ الله لا يملُّ حتَّى تملُّوا» * [خ¦١٩٦٦]، وقوله: «وشرُّ السَّيرِ الحَقْحَقَةُ».

١٧٤١ - (غ ل ط) قوله: «ليسَ بالأغاليطِ» [خ¦٥٢٥] جمع: أُغلوطةٍ بضمِّ الهمزةِ؛ وهو ما يُغلَطُ فيه ويُخطَأ؛ أي: ليسَ فيه كذبٌ ولا وهمٌ، ومنه: «النَّهيُ عن الأغلوطاتِ» جمعُ أُغلوطةٍ، وهي صعابُ المسائلِ ودقاقُ النَّوازِلِ التي يُغلَّطُ المتكلِّمُ فيها، وقال الدَّاوديُّ: ليسَ بالأغاليطِ؛ أي: ليسَ بالصَّغيرِ الأمرِ، واليسيرِ الرَّزيةِ.

١٧٤٢ - (غ ل ظ) قوله: «أنتَ أغلَظُ وأفظُّ»، الغِلظَةُ: الشِّدةُ في القولِ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ [التوبة: ١٢٣] ويقال أيضاً: غُلْظَةً بالضَّمِّ، وغَلَظَةً بالفتحِ.

١٧٤٣ - (غ ل ل) «نَهى عن الغُلولِ»، و «لا تُقبلُ صَدَقةٌ من غُلُولٍ» [خ¦٢٤/ ٧ - ٢٢١٨]، و «أنَّه قد غلَّ» و «لا تَغُلُّوا» كلُّه من الخيانةِ، وكلُّ خيانةٍ غُلولٌ، لكنَّه صارَ في عرفِ الشَّرعِ لخيانةِ المغانم خاصَّةً، يقال منه: غَلَّ وأَغَلَّ.

وقوله: «لا يَغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ» بفتحِ أوَّله وتشديدِ اللَّام؛ أي: لا يحقِدُ، والغِلُّ بالكسرِ: الحقدُ، ومن قال فيه: «يُغَلُّ» بضمِّ الياءِ جعلَه من الإغلالِ؛ وهي الخيانةُ، وذكرَ عن حمَّادِ بنِ أسامةَ أنَّه كانَ يرويه: «يَغِلُ» بتخفيفِ اللَّام من وَغَل يَغِل وُغولاً.

وقوله: «وأكرهُ الغُلَّ» بالضَّمِّ؛ هي جامعةٌ من حديدٍ تُجعَل في العُنقِ.

١٧٤٤ - (غ ل م) قوله: «فصادَفْنا البحرَ حينَ اغتَلَم» معناه: هاجَ وارتفعَت أمواجُه،

<<  <  ج: ص:  >  >>