وضمِّها، فبالنَّصب؛ أي: يُجرِّرُه ويَصبُّه ويردُّه بالجَرْجَرة، والتَّجرْجُر صبُّ الماء في الحَلق، وهذا مذهبُ الزَّجَّاج، وبالرَّفع إنَّما يصوِّت في جوفِه نارُ جهنَّم، والجرْجَرة الصَّوتُ المتردِّد في الحَلق، ومنه: جرْجَرة الفُحول، وقد يصِحُّ هذا التَّأويلُ في روايةِ النَّصب على التَّعدية، وإليه ذهب الأزهريُّ.
٣٤٣ - (ج ر د) جرى فيها ذِكْر: «الجَريد»[خ¦٤٤٦]، و «جَريدُ النَّخل»[خ¦٦٦٩]، و «جريدة»[خ¦٢١٨] هي سَعَفُ النَّخل وأغصانُها التي يخرُج فيها خُوصُها.
٣٤٤ - (ج ر ذ) ذُكِر في حديث الأسقِية: «الجِرذانِ» بكسرِ الجيم وذالٍ معجمة: جمع: جُرَذ، وهي الفِئْران.
٣٤٥ - (ج ر ر) قوله: «بجَرِيرةِ نفسِه»[خ¦٦٨٩٩]، و «بجَرِيرةِ قومِك»، و «بجَرِيرةِ حُلفائِكَ» أي: بجنايتِها، وما جرَت عليه من تِباعةٍ.
وقوله:«ثمَّ اجترَّت» أي: ردَّدَت جِرَّتَها من جوفها ومضَغَتها، ومنه قوله:«تَقْصَع بجِرَّتِها» أي: تُخرِج ما في كِرشِها ممَّا رَعَت فتُعيدُه للمَضع.
وقوله:«كانوا يمشون أمامَ الجنازة وهلُمَّ جَرّاً» منوَّنٌ، معنى هَلُمَّ في الأصل: أقبِل وتعالَ، وسيأتي مبيَّناً في حرف الهاءِ، قال ابنُ الأنباريِّ: ومعنى هلُمَّ جَرّاً؛ أي: سِيروا وتثبَّتوا في سَيْركمْ، وأصلُه من الجرِّ، وهو تركُ الإبل والغنَم ترعى في السَّيْر، قال القاضي ﵀: فمعناه هنا: أنَّهم ساروا كذلك لم ينقطِع عملُهم وثبَتوا عليه، وكذلك فيما دُووِم عليه من الأعمال إذا استُعمِلت فيه هذه اللَّفظةُ، قال ابنُ الأنباريِّ: وانتصبَت جرّاً على ثلاثةِ وجوه: المصدَر، كأنَّهم قالوا: جرُّوا جرّاً، وعلى الحال، و على التَّمييز.
و «نبيذُ الجَرِّ» فسَّره في الحديث: «كلُّ شيءٍ صُنِع من المَدَر»؛ يريدُ أوانيَ الخزَف، والمراد به: الجِرارُ الضَّاريَة.
٣٤٦ - (ج ر م) قوله: «لا جَرَمَ أنَّه كان كذا»[خ¦٦٥/ ١١ - ٦٧٩٠] قيل: معناه لا ردَّ بل حُقَّ ووجَب، وقيل: معناه لا محالةَ ولا بُدَّ، وقيل: معناه كسب؛ أي: أكسِبُك فعلَه، وقيل في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ [المائدة: ٢] لا يَكسِبنَّكم، وقيل: لا يَحملنَّكم، قال الفرَّاء: أصلُ لا جَرَم تبرِئةٌ، ثمَّ استُعمِلت بمعنى: حقّاً، ويُقال: جَرَم وأجْرم واجتَرم بمعنى: كسَب الذَّنب، وقيل: في لا جرَم ستُّ لغات: لا جَرَمَ، ولا جُرْمَ، ولا جَرْم، ولا ذا جَرَمَ، ولا أن ذا جَرَمَ،