الوُضوءِ بعد استنشاقِهِ ونثْرِهِ منه، وقال القُتَبِيُّ: الاستنشاقُ والاستنثارُ سواءٌ بمعنىً، مأخوذٌ من النَّثْرةِ؛ وهي طرفُ الأنفِ، ولم يقل شيئاً! قد فرَّقَ بين اللَّفظَين في الحديث، وبيَّنه في الحديثِ الآخرِ بقوله: «فَلْيجعلْ في أنفِه ماءً، ثمَّ لِيَنتثِرْ» فدلَّ أنَّه طَرَحُه.
وقولُه في الجراد: «إنْ هي إلَّا نَثْرةُ حوتٍ ينثُرُه في كلِّ عامٍ» أي: يطرَحُهُ من أنفِهِ.
١٣٠٣ - (ن ث ل) قوله: «فنَثلْتُ دِرْعِي»، و «نثَل لي … كِنانَتَه» [خ¦٤٠٥٥] أي: صبَّها واستفرَغَ ما فيها من النَّبْل.
وقوله: «وأنتم تَنْتَثِلونَها» [خ¦٢٩٧٧] أي: تستخرجونَ ما فيها وتتمتَّعون به، كما قال في الحديثِ الآخر: «تَنْتَقِلونَها» [خ¦٦٩٩٨].
وقوله في الحديث الآخر: «فيُنْتَثلُ طعامُه»، و «يَنْتَثلُ ما فيها» أي: يستخرِجُهُ.
١٣٠٤ - (ن ث ي) وقوله في إسلامِ أبي ذرٍّ: «فنَثَا علينا الذي قيل» أي: أَخبرَ، النَّثَا: بتقديمِ النُّونِ مقصورٌ في الخيرِ والشَّر، والثَّناء: بتقديمِ الثَّاءِ ممدودٌ في الخيرِ وحدَهُ، ويقال منه: نَثَوتُ أنْثُو.
[فصل في الاختلاف والوهم]
قوله: «ولا تبُثُّ حديثَنا تبْثيثَاً» [خ¦٥١٨٩] كذا لجميعِهِم بالباء، وعند المُستمليْ: «تنْثيثَاً» بالنُّونِ في المصدر، وهما بمعنىً؛ بثَّ بالباءِ: أشاعَ، ونثَّ بالنُّونِ: اغتابَ واطَّلعَ على السِّرِّ، وقد ذكرناه في حرف الباء، وكذلك سيأتي في النُّونِ مع الفاء.
وفي حديثِ قيامِ اللَّيلِ قولُ مِسْعَرٍ: «نَثِيَتْ» والخلافُ فيه؛ لأنَّ في روايةِ مِسْعَرٍ في كتابِ البخاريِّ: «هجَمَتْ عينُكَ ونَثِيَتْ» وصوابُهُ: «ونَفِهَتْ نفسُكَ» [خ¦١١٥٣] أي: أعيتْ، بفاءٍ مكسورةٍ.
وفي كتابِ الرُّؤيا: «وأنتم تَنْتَفِلُونَها» كذا لبعضِهِم عن أبي ذرٍّ، وهو تصحيفٌ، وعنه بالقافِ، وكذا لغيرِهِ، وعند النَّسفِيِّ: «تَنْتَثِلُونَها» [خ¦٢٩٧٧] على الصَّواب كما جاءَ في غيرِهِ، وقد فسَّرناه، وعند الخُشَنيِّ عن الهَوْزنيِّ: «تَمْتَثِلُونَها» بالميمِ، وهو خطأٌ.
وفي مناقبِ أبي طلحةَ: «انثُرْها لأبي طَلحةَ؛ يعني: جُعْبةَ النَّبْلِ» [خ¦٤٠٦٤] كذا لكافَّتِهِم، وعند بعضِ شيوخِ أبي ذرٍّ: «انْتَثِرَاها» والأوَّل الصَّواب.
النُّون مع الجيم
١٣٠٥ - (ن ج د) قوله في حديثِ عبد الملِك: «بعثَ إلى أمِّ الدَّرداءِ بأنْجادٍ» أي: بمتاعٍ من متاعِ البيتِ، ذكرناه