للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «وتَخلُصَ بأهلِ الفِقهِ وأَشرَافِ النَّاسِ» [خ¦٣٩٢٨] أي: كبرائهم وأهل الأحساب منهم، وشرف الرَّجل حسبه بالآباء، قال يعقوبُ: لا يكون الشَّرف والمَجد إلَّا بالآباء، ويكون الحسَب والكرَم بنَفسِ الإنسانِ، وإن لم يكن له ذلك بآبائه.

٢١٨٥ - (ش ر ق) قوله: «شَرِقَ بِذلكَ» [خ¦٤٥٦٦] بكَسرِ الرَّاء، ضاق صدرُه حسَداً كمن غصَّ بشَيءٍ والشِّرق بالمَشرُوب، والغصصُ بالمَطعُوم.

وقوله: «يؤخِّرونَ الصَّلاةَ إلى شَرَقِ المَوتَى» شرقُ الميِّت: غُصصُه بريقه عند المَوتِ، يريد أنَّهم يصِلُون ولم يبقَ من الوَقتِ إلَّا بقَدرِ ما بقي من حياةِ الميِّت إذا بلَغ هذا المبلَغ، وقيل: «شَرَقِ المَوتَى» اصفرار الشَّمس عند غرُوبِها، وقيل: هو ارتفاعُ الشَّمس على الحيطانِ، وكونها بين القبُور آخر النَّهار كأنَّها لُجَّة؛ يريد أنَّهم يؤخِّرون الجُمعة إلى ذلك الوَقتِ، ويقال: «شرَق الموتَى»: إذا ارتفَعت الشَّمس عن الطُلوعِ، يقال: تلك السَّاعة ساعةُ الموتَى.

وقوله: «أَشْرِقْ ثَبِيرُ كيما نُغِير» [خ¦١٦٨٤] أي: ادخل يا جبل في الشُّروق، يقال: شرقت الشمس وأشرقت، وشروقُها: طلُوعُها، وإشراقُها: إضاءتُها؛ وهو امتدادُ ضَوئها.

ومنه: «النَّهي عن الصَّلاةِ حتَّى تشرُقَ الشَّمسُ» [خ¦٥٨١]، وضبَطَه بعُضهم: «حتى تشرِقَ الشَّمس» من شرقت؛ أي: طلعت، ويؤيِّده ما في الرِّواية الأُخرَى: «حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ» [خ¦٥٨٤]، و «كَيمَا نُغير» أي: ندفع للنَّحر، ومعناه: الإسراعُ.

و «أيَّام التَّشرِيقِ» [خ¦١٩٩٨]، قال مالكٌ: «الأيَّام المَعدُودات هي: أيَّام التَّشْرِيقِ» وقال في مَوضِع آخَر: «هي الأيَّام الَّتي نهى النَّبيُّ عن صيامها»، وقال غيرُه: سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يُشرِّقون فيها لحوم الأضاحي؛ أي: يقطعُونها ويُقدِّدونها، وقيل: من أجل صَلاةِ العيد، لصَلاتِها وقت شرُوق الشَّمس، قال أبو عُبيدٍ: فصارَت هذه الأيَّامُ تبعاً ليومِ النَّحرِ، وقال أبو حنيفة: التَّشريقُ التَّكبيرُ دُبُر الصَّلوات، قال أبو عُبيدٍ: ولم نَجِد أحداً يعرِف أن التَّكبير يقال له التَّشريق، وقيل: أيَّام التَّشريق أيَّام منى، وهي أيَّام معلُومَات.

وقوله في البَقرةِ وآل عمران: «كأنَّهما ظُلَّتَانِ سَودَاوَانِ بينَهما شَرْقٌ» بفتح الشِّين وسكون الرَّاء، قيل: نور وضَوءٌ، كذا ضبَطْناه عن بعضِ شيُوخِنا بالسُّكون، وكذا كان في كتاب التَّميميِّ، وكذا قيَّدناه عن أبي الحُسين بن سراج في كتاب «اللُّغة»، وقيَّدناه عن أبي بَحرٍ بفَتحِ الرَّاء في مُسلمٍ، وبالسُّكون

<<  <  ج: ص:  >  >>