للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرُّواة، هو بمعنَى ما تقدَّم من ضعفائِهم؛ أي: مجاويعِهم.

١٧٣٠ - (غ ر ر) قوله: «غُرَّةُ عبدٍ أو وَليدةٍ» [خ¦٥٧٥٩] الغرَّةُ عندَ أهلِ الُّلغةِ: النَسَمَةُ كيف كانَت، وأصلُه -والله أعلمُ- من غُرَّة الوجهِ، قال أبو عبيدٍ: الغرَّةُ: عبدٌ أو أمَةٌ، وقال غيرُه: الغرَّة عندَ العربِ أنفَسُ شيءٍ يُملَك، فكأنَّه قد يكونُ هنا؛ لأنَّ الإنسانَ من أحسنِ الصُّورِ، وقال أبو عَمرٍو: معناها الأبيضُ، ولذلك سمِّيت غُرَّةً، فلا يُوجَد فيها أسودُ، قال: ولولا أنَّ رسولَ الله أرادَ بالغرَّةِ معنًى زائداً على شخصِ العبدِ والأمةِ لما ذكرَها، ولقال: عبدٌ أو أمةٌ.

وقيل: أرادَ بالغرَّةِ: الخِيارُ منهم، وضبطناه عن غيرِ واحدٍ: «غُرَّةٌ» بالتنوينِ على بدلِ ما بعدَها منها، وأكثرُ المحدِّثين يروونَه على الإضافةِ، والأوَّلُ الصَّوابُ؛ لأنَّه تبيينُ الغُرَّة ما هي.

وقوله: «أنتم الغُرُّ المحَجَّلون من أثرِ الوضوءِ» * [خ¦٤/ ٣ - ٢٣٧]، و «من استطاعَ منكم أن يطيلَ غُرَّته فليفعلْ» [خ¦١٣٦]، وفي: «خيلٍ غرٍّ محجلةٍ» الغُرَّة: بياضٌ في وجهِ الفرسِ، والحُجلةُ في قوائِمه؛ يريدُ أنَّ سِيماءَ أمَّته يومَ القيامةِ في وجوهِها ومواضعِ وضوئِها، إمَّا نورٌ يشرقُ أو بياضٌ تُتَبيَّنُ به جماعتُهم من بينِ سائرِ النَّاسِ، أو ما الله أعلمُ بذلك.

وقوله: «تَغِرَّةً أن يُقتَلا» [خ¦٦٨٣٠] بفتحِ التَّاءِ الأولى والآخرةِ وكسرِ الغينِ وتشديدِ الرَّاءِ، ومعناه: حذاراً أو تَغريراً؛ أي: مخاطرةً لئلَّا يُقتَلا، وتغرَّةً مصدرٌ، ونُصبَ (تغرةً) بالمفعولِ له أو من أجلِه، قاله الأزهريُّ، وقال الخليلُ: غرَّرَ فلانٌ بنفسِه عرَّضها للمكرِوه وهو لا يدرِي؛ تغريراً وتَغِرَّة، وقال بعضُهم: معنى قوله: «تَغِرَّةً أن يُقتَلا» أي: عقوبتُهما، وهذا بعيدٌ من جهةِ اللغةِ والمعنَى.

وقوله: «أَغَارَ عليهم وهُم غَارُّون» [خ¦٢٥٤١] أي: غافِلون، والغِرَّةُ بالكسرِ، والغَريرُ: الغافلُ الذي لا علمَ عندَه بالأمورِ بيِّنُ الغَرارةِ، والاسم: الغِرَّةُ بالكسرِ، والغَريرُ أيضاً: الكفيلُ، وأنا غريركُ من فلانٍ؛ أي: كفيلُك، وغريركُ منه؛ أي: أحذِّركَ منه.

وقوله: «لأن أغترَّ بهذِه الآيةِ ولا أقاتلُ -يعني قوله: ﴿فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي﴾ [الحجرات: ٩]- أحب إليَّ من أن أغترَّ بالآيةِ الأخرَى -يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>