مثلُ أعداء، و «أَجْرٍ» جمعُ جِروٍ، وهو ما تقدَّم، وقيل: الأَجْريُّ هو الجمعُ الأدنى للجِرو، والجِراء جمعُ الجمع، ومعنى زُغْب؛ أي: عليها زُغْبُها، وهذا يدلُّ على صِغَرها، ورُوِي في غيرِ هذه الأصول:«وأجنٍ زُغب» بالنُّون، وفسَّره الهرويُّ: جمعُ جَنىً.
٣٥٢ - (ج ر ي) وقوله: «فأرسلوا جَرِيّاً أو جَرِيَّيْنِ»[خ¦٣٣٦٤] بفتحِ الجيم وكسرِ الرَّاء، قال الخليلُ: رسولاً؛ لأنَّك تُجرِيه في حوائجك، وقال أبو عُبيدٍ: هو الوكيل، قال أبو بكر: هو الذي يتوكَّل عند القاضي وغيرِه، ومنه في الحديث:«لا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشيطانُ» أي: لا يستتبِعنَّكم فيتَّخذكم جَرِيّاً كالوكيل، وقال السُّلميُّ: معناه لا يجرِيكم فيه ويأخُذكم به، من قولهم: استجريتُ دابَّتي، وقد يصحُّ عندي أن يكون يحمِلكم على الجُرأة فسهَّل، معناه لا يحمِلكم أن تتكلَّموا بكلِّ ما جاءكم من القول وتشتهوه كأنَّما تنطِقون على لسانه، ولكن قولوا بقولِكم؛ أي: بالقصد منه، نهاهم عن الإفراطِ في المدح، ورواه قُطربٌ:«لا يستحيرنَّكُم» مثل: يَسْتَمِيلَنَّكُم، وفسَّره من الحَيْرة، وهو غيرُ المحفوظ.
وقوله:«فجرتِ الأقلامُ مع الجِرْية -بكسر الجيم وسكون الرَّاء- وعالى قَلَمُ زكريَّاءَ الجِرْيةَ»[خ¦٢٦٨٥]، وفي الحديث:«حَديدةُ الجِرْيةِ»[خ¦٥٩/ ٨ - ٥٠٢٩] قالوا: يريدُ جريَ الماء؛ أي: جِريتَه إلى أسفلَ.
و «الجِرِّيُّ»[خ¦٧٢/ ١٢ - ٨١٧٥]-بكسرِ الجيم وشدِّ الرَّاء- هو الجِرِّيثُ: ضربٌ من الحيتان، ذكره ابنُ عبَّاس، وأنَّه لا يأكُله اليهود، ذكر الخَطَّابيُّ أنَّه الأَنْكَلِيس، وهو نوعٌ من السَّمك يُشبِه الحيَّات، وذكر غيرُه أنَّه نوعٌ عريضُ الوسط، دقيقُ الطَّرفين.
قوله في حديث بناء ابنِ الزُّبير الكعبةَ:«يريد أن يُجرِّئَهم -أو يُحرِّبَهم- على أهل الشَّام» كذا عند السَّمرقنديِّ وابنِ أبي جعفر، الأوَّل: بالجيم والرَّاء والهمز؛ أي: يشجِّعهم على قتالهم بإظهارِه قبيحَ فعلِهم في هدم البيتِ، من الجُرأة، والثَّاني: بالحاءِ المهملةِ