وباءٍ بواحدةٍ بعد الرَّاء: بمعناه أيضاً، والمَحرِبُ الشُّجاعُ؛ أي: يَغيظُهم بفعلِه، ويُحرِّك حَفائظَهم ويُحرِّضهم؛ يعني أهلَ الموسم، ويَحتمِل أن يريد: يحملُهم على حربِهم، وعند العُذريِّ في الأوَّل:«يُجرِّبُهم» بالجيمِ والرَّاءِ وباءٍ بواحدةٍ؛ أي: يختَبِر ما عندهم في ذلك، وعند جميعِهم في الثَّاني كما تقدَّم، ورواه بعضُهم:«يُحزِّبُهم» مثلُه إلَّا أنَّه بالزَّاي؛ أي: يشدُّ منهم، من قولهم: أمرٌ حَزِيبٌ؛ أي: شديدٌ وقد يكون معناه: يمِيل بهم إلى نفسِه ويُصيِّرُهم في حزبِه عليهم.
وفي الأحكام:«وكتب عمرُ لعاملِه في الجارُود»[خ¦٩٣/ ١٥ - ١٠٦٢٠] كذا للأَصيليِّ، وعند أبي ذرٍّ وغيرِه:«في الحُدود»، وكلاهما إن شاء الله صحيحٌ؛ لأنَّ القِصَّة التي كتبَ فيها إلى عاملِه بالبحرين ليسألَ امرأةَ قُدامةَ فيما شَهِد عليه به الجارودُ وأبو هريرة من شُرْب الخَمر، فقوله:«في الجارود» أي: في شهادتِه.
وفي مناقبِ الأنصار:«وقُتِلَتْ سَرَواتهم وجُرِجُوا» بجِيمَين مضمومتَين، كذا للأَصيليِّ، وعند غيرِه:«جُرِّحِوا»[خ¦٣٧٧٧] آخرُه حاءٌ، وكذا لجماعتِهم الأَصيليِّ وغيرِه في (باب أيَّام الجاهليَّة)[خ¦٣٨٤٦]، وعند ابنِ أبي صُفرة:«حَرِجوا» بحاء أوَّلاً، من الحرَج، وهو ضِيقُ الصَّدر، وعند القابسيِّ وعُبدوسٍ هنا:«وخَرَجوا» من الخُروج، والصَّواب الأوَّل؛ أي: اضطَرب أمرُهم، يُقال: جَرِجَ الْخَاتَمُ إذا قَلِقَ وجَال.
وفي تفسير آل عِمرانَ:«شَفَا الرَّكِيَّةِ، وهو جُرفُها» كذا للنَّسفيِّ بجيمٍ مضمومةٍ، وللباقينَ:«حَرْفُها»[خ¦٦٥/ ٣ - ٦٥٤٥] بحاءٍ مهملةٍ، وهما بمعنًى.
وفي خبرِ المرأَتين:«فجُرِحَت إحداهما وقد نفَذ الشِّفاءُ» كذا للأَصيليِّ بتقدِيم الجيمِ من الجُرْح على ما لم يسمَّ فاعلُه، وعند الباقين:«فخرجَت»[خ¦٤٥٥٢] بتقدِيم الخاءِ المعجمة، من الخروج، وهو وجْهُ الكلام والصَّوابُ بدليل ما بعده، وقد ذكرناه قبلُ.