رواه السِّجزيِّ، وهو الصَّواب، ويُقال بالذَّال المعجمة أيضاً، ومعناهما واحدٌ، جَرْدَلتُ اللَّحمَ وخَرْدَلته؛ أي: قطَّعتُه، وقيل: يقطِّعُهم صِغاراً، ومعناه: تقطِيعُهم بالكلاليب، وقيل: معناه المقطوعُ بهم عن لَحاقهم بالنَّاجين، وهذا بعيدٌ، وقيل: المخَرْدَلُ معناه: المصْروعُ المرمِيُّ، قاله الخليلُ، وهذا والأوَّل أعرفُ وأظهرُ، ولقولِه في الكلاليب:«تَخطَف النَّاسَ بأعمالهم»[خ¦٨٠٦] ولقولِه في الحديث الآخر: «فناجٍ مُسَلَّمٌ … ومخدوشٌ» * [خ¦٧٤٣٩]، وأمَّا جَرْدلْتُ بالجيم فقيل: هو الإشراف على السُّقوط والهَلاك، وحكى ابنُ الصَّابونيِّ:«مجَزْدل» بالجيم والزاي عن الأَصيليِّ، وهو وهمٌ عليه، ليس ذلك في كتابه، ورواية بقيَّةِ رواةِ مسلمٍ:«المُجازَى» من الجَزَاء، والرِّواية الأُولى أصحُّ، وكذلك الخلافُ أيضاً في كتاب البخاريِّ في كتاب الصَّلاة فيه في قوله:«يُخرْدَل»[خ¦٨٠٦]، و «يجَرْدَل» بالجيمِ -لأبي أحمدَ- وبالخاءِ المعجمةِ فقط، وجاء في كتاب التَّوحيد في البخاريِّ: وقال: «أو المُجازَى»[خ¦٧٤٣٧] على الشَّكِّ.
في تكفيرِ الوضوءِ الذُّنوبَ قولُه:«إِلَّا خرَّت خطاياه» أي: سقطَت وذهبَت، كذا لجميعِهم ولابن أبي جعفرٍ:«إلَّا جَرَت» بالجيم، وله أيضاً وجهٌ؛ أي: مع الماء كما جاء في الحديث الآخر على طريقِ الاستِعارة والتَّشبيه.
وقولُه في تفسير الزُّمر:«﴿أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ﴾ [الزمر: ٢٤] يُجَرُّ على وجهِه»[خ¦٦٥/ ٣٩ - ٧٠٤٧] كذا لكافَّتهم، وعند الأَصيليِّ:«يُخَرُّ» بالخاء، والأوَّل أوجهُ وأشبهُ بتفسيرِ الآية.
وفي تفسير ﴿هَلْ أَتَى﴾:«ويُقرَأ: ﴿سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً﴾ [الإنسان: ٤] ولم يُجْرِه بعضُهم»[خ¦٦٥/ ٧٦ - ٧٢٧١] كذا للأَصيليِّ؛ أي: لم يصرِفه ولم ينوِّنه، ويُجرِيه في الإِعراب مُجرى ما ينصرِف، وفي رواية الباقين:«لم يجِزْه» من الجَواز، وهما بمعنًى.
وفي «الموطَّأ»: «لا بأس أن يصِيبَ الرَّجلُ جاريتَه قبلَ أن يغتَسل» كذا ليحيى بن يحيى، ولغيرِه من رواةِ «الموطَّأ»: «جاريتَيه» على التَّثنِية، وهو وجهُ الكلامِ ووضعُ المسألة، وتُخرَّج الرِّواية الأولى أن يكونَ مرادُه بجاريتِه بعد وطئِه زوجتَه وقبلَ غُسله، فتستقلُّ الرِّوايةُ وتصحُّ، نبَّه على جواز ذلك.
وقوله في المسلمين:«إذا … حمَل أحدُهما على أخيه المسلمِ فهما على جُرُفِ جهنَّمَ» كذا للعُذريِّ والطَّبريِّ والباجيِّ والسَّمرقنديِّ، ولابن ماهانَ:«حرِّ جهنَّم»، ورواه بعضُهم:«جَوفِ» بالجيم والواو، ورواه