وقوله:«كما تضَعُ الشَّاةُ ما لَه خلْطٌ»[خ¦٦٤٥٣] بكسرِ الخاءِ وفتحِها؛ أي: ما يُخالطُه شيءٌ من ثُفْلِ الطَّعامِ وغيرِه.
وذِكْرُ:«خِلْط التَّمرِ»[خ¦٢٠٨٠] هو الألوانُ منه المختلفةُ، «وما كان من خَليطَينِ فإنَّهما يتَرادَّان»[خ¦١٤٥١] وذِكْرُ: «الخُلطاء»[خ¦٦٠/ ٣٩ - ٥٢٥٠] في الزَّكاةِ، قال الشَّافعيُّ: هما الشَّريكانِ في الغنَمِ، وقال مالكٌ وغيرُه: هما الرَّجلانِ يخلِطان غنمَهما في الرَّعيِ والمبِيتِ ونحوِه مِنَ المَرافقِ، وليسَ بينَهما في الرِّقابِ شَرِكةٌ، فكلُّ شريكٍ خليطٌ، وليسَ كلُّ خليطٍ شريكاً.
وقوله في (بابِ الاشتِراطِ في الهدْيِ): «مُهِلُّون بالحجِّ لا يَخْلِطُه شيءٌ» أي: مُفرِداً غيرَ قارنٍ ولا مُتَمتِّعٍ، كذا للقابسيِّ، وهو الوجهُ، ولسائرِ الرُّواةِ:«يَخلِطُهم»[خ¦٢٥٠٦] وله وجهٌ راجعٌ إلى المُهِلِّين؛ لا يخلِطُهم في عملِهم وإهْلَالِهم بالحجِّ غيرُه.
و «نهى عن شُرْبِ الخَلِيطَين» و «عن انتِباذِ الخليطَين» هما النَّوعانِ من النَّبيذِ، كنبيذِ التَّمرِ ونبيذِ الزَّبيبِ، يُخلَطانِ عندَ الشُّرْبِ، أوالتَّمرُ والزَّبيبُ يُخلَطانِ عندَ الانتِباذِ، وكذلك كلُّ نوعَين في الوجهَين عندَ كافَّةِ العلماءِ، وخصَّه بعضُهم بالانتِباذِ دونَ الخلطِ عندَ الشُّربِ.
٦١٩ - (خ ل ل) ذكر في الحديثِ: «لو كنتُ متَّخِذاً خَلِيلاً لاتَّخذْتُ أبا بَكْرٍ، ولكنْ أخُوَّةُ الإِسلام»[خ¦٤٦٦]، وفي الحديثِ الآخرِ:«خُلَّةُ الإسلامِ»[خ¦٤٦٧] بضمِّ الخاءِ، وفي الحديثِ الآخرِ:«ولكنْ صاحبُكم خَليلُ الله» وهو المختصُّ والصَّدِيقُ، والخُلَّةُ، بالضَّمِّ: المودَّةُ، ومنه قولُه تعالى: ﴿وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤]، والخَلَّةُ بالفتحِ: الفَقرُ والحاجةُ، يريدُ: لو كنتُ متَّخِذاً خليلاً أفْتقرُ إليه وألجَأُ إليه في جميعِ أمورِي لكانَ أبا بكرٍ، ولكنِ الذي ألجأُ إليه وأفْتقِرُ هوَ اللهُ، أوْ: لو كنتُ مُنقطِعاً لحُبِّ مخلوقٍ لكانَ أبا بكرٍ، لكنْ صَداقةُ الإسلامِ، وأصلُ الخُلَّةِ: الفَقرُ والحاجةُ، ولهذا سُمِّيَ إبراهيمُ خَليلاً، وقيل: بل لأنَّه تخلَّقَ بخِلالٍ حسَنةٍ اختصَّ بها، وقيل: الخُلَّةُ: الاختِصاصُ، وقيل: هو تَخالُلُ المحبَّةِ الرُّوحَ وغلَبَتُها على النَّفسِ، والخُلَّةُ أيضاً: الصَّدِيقُ، والخِلُّ أيضاً.
وقوله في الحديثِ الآخَرِ:«إنِّي أَبْرأُ إلى كُلِّ خِلٍّ منْ خِلِّه» الخَلُّ -بالفتحِ- الخُلَّةُ، وهي الخِلالُ أيضاً، والمخالَلةُ والمُخَالَّةُ والخِلالةُ، قال الحربيُّ عن الأصمعيِّ: يُقال: فلانٌ كريمُ الخُلَّةِ والخَلُّ -بالفتحِ- والمخالَلةِ؛ أي: الصُّحبةِ، ويقالُ في المصدرِ: خَلالةً وخِلالةً وخُلولةً، وكان في بعضِ كتُبِ شيوخِنا