للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا وجهَ للقولَين الأوَّلَينِ.

وفي تفسيرِ النَّمِيمَة، فقال: «الغَالَة بَين النَّاسِ» كذا: بالغينِ في بعضِ النُّسخِ، ولكافَّةِ شيوخِنا: «القَالَة» بالقافِ؛ أي: القولِ، وهو أشبَه بالنَّميمةِ في تفسيرِها، وقد تكون الغالةُ من الغائلةِ؛ وهو اعتقادُ السُّوءِ والضُّر، ومنه قيل: «الغِيلَة» و «الغَائِلَة» [خ¦٣٤/ ١٩ - ٣٢٤٧] في البيعِ، وسنذكرُه بعدُ.

الغينُ معَ الياءِ

١٧٧٨ - (غ ي ب) قوله: «وتَسْتَحِدُّ المُغِيبَةُ» [خ¦٥٠٧٩]، و «الدُّخُولُ على المُغِيبَة» [خ¦٦٧/ ١١١ - ٧٧٧٤] بضمِّ الميم؛ وهي التي غابَ عنها زوجَها، يقال: أغابَتِ المرأةُ؛ إذا غابَ زوجُها فهي مُغِيبَةٌ، وضدُّه المُشهِدُ بغيرِ هاءٍ للَّتي حضَرَ زوجُها، وقيل ذلك في مغيبِ وليِّها عنها أيضاً.

وقوله: «وكان مغِيباً في بعضِ حاجاتِه» كذا جاءَ في «الموطَّأ»، والمعروفُ: «غَائِباً» و «مُتَغيِّباً» [خ¦٥٧٢٩] كما جاءَ في غيرِه، وهو الصَّوابُ.

وقوله: «وإنَّ نَفَرنَا غُيَّبٌ» [خ¦٥٠٠٧] جَمعُ غائبٍ، كذا ضبطَه الأَصيليُّ: بضمِّ الغينِ، وضبطَه غيرُه «غَيَبٌ» بفتحِهما، وغَيبُوبَةُ الشَّفَقِ وغُيوبه ومَغِيبه وغَيبَتُه سواءٌ؛ ذهابُه، ومثله: غَابَ الرَّجلُ غَيبةً ومَغيباً وغَيبُوبَة.

وقوله: «نَهى عَن الغِيبَة» بالكسرِ، و «قَدِ اغْتَبتَه»، والاغتيابُ فسَّره في الحديثِ: «ذِكرُ أَخِيك بِما فِيه» يريدُ فيما يَكرُه ذلك.

وذكر «الغَابَة» [خ¦٣٧٧] وهي موضعٌ، وأصلُه: الأَجْمَةُ، والملتفُّ من الشَّجرِ، ومنه قوله: «كَلَيثِ غَابَاتٍ».

١٧٧٩ - (غ ي ث) «الغَيْث» [خ¦٧٩]: المطرُ، وقد يسمَّى الكلأ غَيثاً، كما سُمِّي سماءً، ومنه قوله تعالى فيما قيلَ: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾ [الحديد: ٢٠] وغِيثَتِ الأرضُ فهي مَغِيثَةٌ، وقد تقدَّمَ من هذا.

١٧٨٠ - (غ ي ر) قوله: «إنِّي امرأةٌ غَيورٌ»، و «إن سَعداً لَغَيُور»، و «أنا أَغيَر مِنه والله أَغيَر مِنِّي» [خ¦٦٨٤٦]، و «لا شيءَ أغيرُ مِن الله» [خ¦٥٢٢٢]، و «ذَكَرتُ غَيرَتَك» [خ¦٣٦٧٩]، و «عَليكَ أغار» [خ¦٣٢٤٢]، و «إنَّ المؤمِنَ يَغار»، و «اللهَ يَغَار وغَيرَةُ الله تَعالى أن يَأتيَ المُؤمِنُ ما حُرِّمَ عَليه» [خ¦٥٢٢٣]، و «اللهُّ أشدُّ غَيَراً»، و «غَارَت أمُّكم» [خ¦٥٢٢٥]، و «ما غِرتُ على امرَأةٍ» [خ¦٣٨١٦] كلُّه بمعنَى واحدٍ في المخلوقِ، وهو تغيُّر القلبِ وهيجانُ الحفيظةِ بسببِ المشارَكةِ في الاختصاصِ من أحدِ الزَّوجينِ بالآخرِ، أو تحريمُه وذبُّه عنهم ومنعُه

<<  <  ج: ص:  >  >>