يقول: تَيْأَمُ مثل تَسْمَعُ. ولم يَعرِفه أبو مَروَان بن سراج، وقال: الأشْبَه تاءَم مثل تالَم.
وقد يُقال ذلك في الرِّجالِ أيضاً إذا لم يكن لهم نِساءٌ، وأكثرُ ما يُستَعمَل في النِّساءِ، ولذلك لم يُقَل فيهِنَّ بالهاءِ، كقَولِهم امرأة طالِق، وقد حكَى أبو عُبيدَةَ فيهِنَّ: أَيِّمَة أيضاً، وقد استُعمِل الأَيِّم في كلِّ مَن لا زَوْج له وإن كان بِكراً.
قوله:«أيَّمْ هذا؟»[خ¦٤٣٤١] كذا ضبَطَه الأَصيليُّ، وعند ابنِ أبي صفرَةَ بفَتحِ الميمِ، وبسُكونِ الياء لفْظُ أبي ذرٍّ، وهو مفتوح الهمزة، وهما لُغَتان: أَيّمْ بالتَّشديد، وأَيْمَ بالتَّخفيف مَفتُوح الميم والهَمزةِ، قاله الخَطَّابيُّ، كَلِمة استِفْهامٍ، قال الحربيُّ: هي «أيُّ» و «ما» صِلَة، قال الله تعالى: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ [القصص: ٢٨]، و ﴿أَيًّا مَّا تَدْعُواْ﴾ [الإسراء: ١١٠]، ومنه في الحَديثِ الآخَر:«أَيُّمُ هذا»، وعند السَّمرقنديِّ:«أَيُّهُم»، وهما بمعنىً.
قوله:«وأَيْمُ الله»[خ¦٣٤٧٥] يقال: بقَطعِ الألفِ ووَصْلِها، وهي حلف، قاله الهرَويُّ، كقولهم: يمين الله، ثمَّ يجمع اليمين أَيْمُناً فقالوا: وأَيْمُنُ الله، ثمَّ كثُر في كَلامِهم فحَذَفوا النُّون، فقالوا: أَيْمُ الله، وقالوا: مُ الله، ومِ الله، ومَ الله، ومُنُ الله، ومِنِ الله، وأَيْمنُ الله، وإِيْمنُ الله، وأَيْمُ الله، وإِيْمُ الله، كلُّ ذلك قيل، وبسبَب هذا الاشتِقاق لم يجعَل بعضُهم الألف أصلِيَّة وجعَلها زائدَةً، وجعَل بعضُهم هذه الكَلِمةَ كلَّها عِوضاً من واو القَسمِ، وهو مَذهَب المُبرِّد، كأنَّه يقول: والله لأفعلَنَّ، ورُوي عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ يَمِين اسم من أسْماءِ الله تعالى مثل قَدِير، وقال أبو الهَيثمِ: فالياء منه من اليمن، فيمين ويامن بمعنًى، مثلُ قَدِير وقَادِر، وأنشَد:
بيتك في اليامِنِ بيت الأيمَن ........................
١٠٩ - (أ ي ض) قوله في الكُسوفِ: «فَانصرَفَ وقد آضَتِ الشَّمسُ» ممدُود الهَمزةِ، مثلُ قالَت؛ أي: رجَعَت لحالِها الأوَّلِ.
وفي حَديثِ هِنْدٍ:«وقال لها: وأيضاً والله»[خ¦٣٨٢٥] مُنوَّن الضَّاد؛ أي: ستَزِيد بصيرتك وتعُود إلى خَير من هذا وأفضَل، وأصلُ آضَ عادَ، ومِثلُه في حَديثِ كَعبِ بنِ الأشْرَف [خ¦٣٠٣١]؛ أي: يزيد في الزُّهد في صُحبَته وترجع إلى ما كنتَ عليه، ومنه