دنَوت منه فقد رَهِقتَه، وقال صاحبُ «الأفعال»: رَهِقتُه وأرهَقْتُه أدْرَكتُه، وفي حَديثِ الخَضرِ:«فلو أنَّه أدْرَك أرْهَقَهُما طُغْيَاناً وَكُفْراً» ومثلُه في كتابِ الله: ﴿فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا﴾ [الكهف: ٨٠] أي: يُلحقُ بهما ويُغشيهما ذلك، وقيل: يحمِلُهما عليه.
٩٠٩ - (ر هـ و) وقوله: «آتيك به غَداً رَهْواً»[خ¦٦٥/ ٤٤ - ٧٠٧١] مثل قولِه تعالى: ﴿وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا﴾ [الدخان: ٢٤] يقال: آتيك به سَهلاً عفواً لا احْتِباس فيه ولا تشدُّد، وقيل في قولِه تعالى: ﴿رَهْوًا﴾ أي: سَاكناً، وقيل: سَهلاً، وقيل: واسِعاً، وقيل: مُنفرجاً، وقيل: طريقاً يابِساً.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حَديثِ رضاع الكَبيرِ:«فمَكثتُ سنَة لا أُحدِّث بها رَهِبْتُه» كذا لأبي عليٍّ فِعل ماضٍ، وعند أبي بَحرٍ:«رَهْبَتَهُ» بسُكون الهاءِ مَصدراً؛ أي: من أجلِ رَهبَتِه، ورواه بعضُهم:«وَهِبْتُه» من الهَيبةِ، أوَّله واوُ الابتداء.
الرَّاء مع الوَاو
٩١٠ - (ر و ث) قوله: «رَوْثَة أنْفِه» أي: مُقدَّمه وأرنبَته، بفَتحِ الرَّاء، وهو طرَفُه المُحدَّد.
٩١١ - (ر و ح) قوله: «لرَوحَةٌ في سَبيلِ الله أو غَدْوَةٌ»[خ¦٢٧٩٦] الرَّوحةُ بفَتحِ الرَّاء من زَوالِ الشَّمسِ إلى اللَّيل، والغَدوَةُ قبلَها، وهذا الحديثُ يدُل على فَرقٍ ما بينَهما، وكذلك قولُه في المِنحَة:«تَغْدُو … وتَرُوحُ»[خ¦٢٦٢٩]، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«يَغدُون في غَضبِ الله، ويَرُوحون في سَخَطِه»، و «كُلَّما غَدا أو رَاح»[خ¦٦٦٢]، ولهذا ذهَب مالكٌ في تَأويلِ قوله:«من راح إلى الجمُعة في السَّاعة الأولى، وذكر الثَّانية، والثَّالثة، إلى الخامسة»[خ¦٨٨١]، وتأوَّله كلَّه أجزاء السّاعة الَّتي تزُول فيها الشَّمسُ، وهي السَّادِسة، لا ساعات النَّهار المَعلُومة، إذ لا يُستَعمل الرَّواح إلَّا من وَقتِها، وذهَب غيرُه من الفُقهاء واللغويِّين إلى أنَّ لفظَةَ «راح» و «غدا» قد تُستَعمَل بمعنَى سار أيَّ وقتٍ من النَّهار، ولا يُراد بهما توقيتٌ من النَّهار، وقيل: مَعناه: خفَّ إليهما.
وقوله:«على رَوْحَة منَ المَدينَةِ» * [خ¦٥٣٨٤] أي: على مِقدار سَير رَوْحةٍ، و «مُراحُ الغَنَم» بضمِّ الميمِ مَوضِع مَبيتِها، وقيل: مَسيرِها إلى المَبيتِ، و «لم أُرِحْ عليهما»[خ¦٢٢٧٢]، و «أعطاني من كُلِّ رائحَةٍ»[خ¦٥١٨٩]، و «روَّحْتُها بعَشِيٍّ»، الإراحَة ردُّ الإبل والماشيةِ بالعَشِيِّ، كذا للأصيليِّ «أُرِح» بضَمِّ الهَمزةِ وكَسرِ الرَّاء، ولغَيرِه:«أَرُح» بفَتحِ الهَمزةِ وضَمِّ الرَّاء، وهما صحيحان، يقال: أراح الرَّجل إبله وراحها، ومنه قوله: «أرَاح