وقوله:«الرَّواح»[خ¦١٦٦٠]، و «رُحْت أُحْضِرُ»، و «رُحتُ إلى عُبادَةَ … وهو رائحٌ إلى الَمسجِدِ»، كلُّه من السَّيرِ وقتَ الرَّواحِ على ما تقدَّم، أو السَّيرُ كلُّه.
وقوله:«استَأذَنتْ عليه أختُ خَديجةَ فارْتاحَ لذلك» أي: هشَّ ونشطَتْ نفسُه بِرّاً بها وسرُوراً، ومنه: فلان يرتاحُ للْمَعروفِ.
وقوله:«هما رَيحَانَتَايَ من الدُّنيا»[خ¦٣٧٥٣] الولَد يُسمَّى الرَّيحان، و «مِن» هنا بمعنى: في؛ أي: في الدُّنيا، وقيل: ريحانتايَ من الجنَّة في الدُّنيا، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ:«الولدُ الصَّالحُ رَيحانَة من رَياحِين الجنَّة»، قيل: يوجَد منهما ريحُ الجنَّةِ، والرَّيحان ما يُسترَاح إليه أيضاً، وقيل: سمَّاهما بذلك؛ لأنَّ الولَد يُشَمُّ كما يُشَمُّ الرَّيحان.
وفي الحَديثِ:«لم يَرَحْ رائحةَ الجنَّة»[خ¦٣١٦٦] أي: لم يَشمَّه، يقال فيه: لم يَرُح، ولم يَرَح ولم يُرَح بفَتحِ الرَّاء، و «لم يَرِح» بكَسرِها، ويقال: رِحْتُ الشَّيءَ أريحه وأراحُه، وأرَحتُه أُرِيحُه واسْترَاح رِيحَه أيضاً وجَده وشمَّه.
وقوله في عيسى:«أنتَ رُوحُ الله وكلِمَتُه»[خ¦٣٣٨٩] قيل: سُمِّي عيسى ﵇ رُوْحاً بمعنَى رحمةٍ، وقيل: لأنَّه ليس من أبٍ.
وقوله:«إنَّ روحَ القُدسِ نفَث في رُوعي»، و «اللهمَّ أَيِّده برُوحِ القُدس»[خ¦٤٥٣]، قيل: هو جبريل ﵇، وقيل: هو المُراد بقوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا﴾ [النبأ: ٣٨]، وبقوله: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ [القدر: ٤]، وقيل: المُرادُ به في الآيتَين ملَك من الملائكةِ، وقيل: صِنْف وعالَم آخر سَماويٌّ حَفَظَة على الملائكةِ، كالملائكةِ حَفظَةٌ على بني آدم، على صِفَة بني آدم، لا تراهم الملائكةُ.