للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البيتِ»، و «قَرَظ مصبورٌ» * [خ¦٤٩١٣] بفتحِ القاف والرَّاءِ، وهو صمغُ السَّمُرِ، وبه سُمِّي سعدُ القَرَظ؛ لأنَّه كان يتَّجِر به. و «أَدِيم مَقْرُوظ» [خ¦٤٣٥١] دُبغَ بالقَرَظ، وقيل: القَرَظُ: القِشرُ الذي يُدبَغ به.

١٩٢١ - (ق ر م) قوله: «قَرِمْنا إلى اللَّحم» أي: اشتَهيناه، والقَرَمُ: شدَّةُ شهوةِ اللَّحمِ خاصَّةً، ومرَّ في حرفِ الكافِ قولُه: «هذا يومٌ اللَّحمُ فيه مَقْرُومٌ» والخلافُ في روايتِه ومعناه، قال بعضُهم: وجهُه مقرُومٌ إليه، يُقال: قرِمتُ -بكسرِ الرَّاء- إلى اللَّحمِ؛ أي: اشتَهيتُه، وقال أبو مروانَ: ويُقال: قرِمت اللَّحمَ أيضاً اشتَهيتُه، فعلى هذا ما في الحديثِ صوابٌ، أخبرني به التَّميميُّ عن الجَيَّانيِّ عن أبي مروانَ.

وقوله: «ستَرتُه بقِرَامٍ» [خ¦٣٧٤] بكسرِ القاف، و «بقِرام سِترٍ» قال الخليلُ: هو ثوبٌ من صوفٍ فيه ألوانٌ، وهو شفِيفٌ يُتَّخَذ سِتراً، فإذا خِيطَ وصار كالبيتِ فهو كِلَّةٌ، وقال الهرويُّ: «القِرامُ»: السِّترُ الرقيقُ، وقال ابنُ دريدٍ: «القِرامُ» السِّترُ الرَّقيقُ وراءَ السِّترِ الغليظِ، قال القاضي : وهذا يعضُد قولَه في الحديثِ: «قِرام سِترٍ» أنَّه سِترٌ لسِترٍ، والله أعلَم.

١٩٢٢ - (ق ر ن) قوله: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي» [خ¦٢٦٥١] يريدُ أصحابي، وقيل: قَرْنُه ما بقِيت نفسٌ رأتْه، واختُلف في القرْنِ في اللَّغةِ -والمرادُ في مقدارِه من المدَّةِ- اختلافاً كثيراً، حكى الحربيُّ فيه الاختلافَ من عشرةٍ إلى عشرين إلى مائةٍ وعشرين، وقال بعدَ ذِكرِ المقالاتِ في ذلك كلِّه: ليس منه شيءٌ واضحٌ، ورأى أنَّ القَرن كلُّ أمَّةٍ هلكت فلم يَبق منها أحدٌ، قال ابنُ الأعرابيِّ: القرنُ الوقتُ من الزَّمانِ.

وقوله: «تَطْلعُ ومعَها قَرْنُ الشَّيطانِ»، و «بين قَرْنَي الشَّيطانِ»، و «منه يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيطانِ» [خ¦١٠٣٧] قيل: أمَّتُه والمتَّبِعون لرأيِه من أهلِ الكُفرِ والضَّلالِ، وقيل: قوَّتُه وانتشارُه وتسلُّطُه، وقيل: أراد قَرْنَي رأسِه، وهما جانباه، وأراد أنَّه حينئذٍ يتسلَّطُ، ومن هُناك يتحرَّك، ويدلُّ على صحَّةِ هذا التَّأويلِ وكونِه على ظاهرِه قولُه: «فإذا ارتفعَت فارقَها، وإذا استوت قارنَها».

وقوله في عليٍّ: «إنَّ لك كنزاً في الجنَّة، وإنَّك ذو قرنَيها» قيل: يعني ذو طرفَي الجنَّةِ، والهاءُ عائدةٌ عليها، وقيل: مَلِكُها الأعظمُ؛ أي: لك مُلكُ جميعِ الجنَّةِ، كما مَلَك ذو القَرنينِ جميعَ الأرضِ، وقيل: عائدةٌ

على الأمَّةِ، وهي إشارةٌ إلى أنَّك فيها مثلُ ذي القَرنين في أَمَّتِه؛ لأنَّه قيل: إنَّه دعا قومَه

<<  <  ج: ص:  >  >>