للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سابِغٌ؛ أي: كاملٌ، وعدة سابِغَة؛ أي: مُتَّسعَة، و «أسبَغ الله عليك نِعمَه» أي: كثَّرها ووسَّعها، ويدُلُّ عليه قولُه في بَعضِ الرِّواياتِ: «عظيم الأليتَين» [خ¦٤٧٤٥]، وفي أُخرَى: «إن جاءت به مُسْتَهاً» الإسْتَهُ والمُسْتَه: العظِيمُ الأليَتَين.

وقد يكون «سابغ الألْيتَينِ»؛ أي: شديد سوادهما؛ لأنَّه قد جاء في صِفَته في بعض الرِّوايات: «أسود» [خ¦٥٣٠٩]، يقال في الصِّباغ بالصَّاد والسِّين.

وقد يكون «سابغ الألْيتَين»؛ أي: عليهما شَعرٌ، كما يُوجَد في بعضِ الأطْفالِ، يقال: سبغت النَّاقة إذا ولدت ولدها حين يُشعر.

وقوله: «أسبَغه ضُرُوعاً» أي: أتمَّه وأعظَمه لكَثرةِ لَبنِها، وقد وقَع عند بَعضِ روَاة مُسلمٍ: «أشبَعه» بالشِّين المعجمة والعين المهملة، وهذا خطَأ.

وقوله في المُنفِق: «إلَّا سَبَغت عليه» [خ¦١٤٤٣] أي: امتدَّت وطالَت، بفتح الباء، وضبَطَه الأَصيليُّ بالضَّمِّ ولا يُعرَف.

وقوله: «أَسْبَغ الوُضُوء» [خ¦١٣٩]، و «إسْباغُ الوضوء» [خ¦٤/ ٦ - ٢٤٣] أي: إكماله وإتمامُه والمُبالَغُة فيه، و «قال ابنُ عمرَ: إسباغُ الوضوء: الإنقَاءُ» ذكَرَه البُخاريُّ [خ¦٤/ ٦ - ٢٤٣].

وأمَّا قولُه في حَديثِ الشِّعْبِ: «فتَوضَّأ ولم يُسبغِ الوُضوء» [خ¦١٣٩] فقيل: معناه: استَنجَى ولم يَتوضَّأ للصَّلاةِ، والأَولَى أنَّ معناه: «توضَّأ وضُوءاً خفِيفاً» [خ¦١٦٦٩] كما جاء هكذا مُفسَّراً في حَديثِ قُتيبَةَ، وبدَليلِ قَولِه في الحَديثِ الآخَرِ: «ولا نُصلِّي حتَّى نَجِيء جمعاً» * [خ¦١٦٦٨]، وبقَولِه: «الصَّلاةَ … قال: الصَّلاةُ أمامَك»، ويكون معنى قَولِه بعدُ: «فجاء المُزدَلِفة فتوضَّأ فأسبَغ الوُضُوء … فصلَّى» [خ¦١٦٧٢] أي: كرَّره لحدثٍ عراه، أو أكمَل فضيلته لتَكرَارِه تمامَ الثَّلاث لاقْتصارِه أوَّلاً على واحِدَة، والله أعلَم.

وقوله في حَديثِ الزَّكاةِ: «إلَّا سبَغَت عليه» أي: كمُلَت واتَّسعَت، كما قال في الرِّوايةِ الأُخرَى: «إلَّا انبَسَطَت علَيه» [خ¦٥٧٩٧].

٢٠٢٧ - (س ب ق) قوله: «فانطَلَقتُ في سُبَّاق قُريشٍ» جمعُ: سابق، و «سابَق بين الخَيلِ» [خ¦٤٢٠] أي: أجرَاها ليرى أيُّهم يسبق، والسِّباقُ والسَّبقُ: الاسمُ.

وقوله: «أخَذ السَّبَق» بفتح السِّين والباء، اسم الرَّهن الَّذي يجعل للسَّابقِ.

وقوله: «سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي» [خ¦٧٥٥٣] استِعارةٌ لشُمولِها وعمُومِها كما قال: «غلَبت» [خ¦٣١٩٤] في الحديثِ الآخرِ، وقد تقدَّم الكَلامُ عليه في حَرفِ الغينِ.

وقوله في ماءِ الرَّجل والمَرأةِ: «فأيُّهما سبَق» قيل: غلَب بكَثرتِه، كما قال: «فإن علا ماء الرَّجل»، وقيل: هو على ظاهرِه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>