للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديثِ: «اقسِمه خُمُراً بين الفواطِم» جمعُ فاطِمة، وهنَّ أربعٌ، كذا جاءَ في بعضِ رواياتِ الحديثِ: «بينَ الفواطِم الأربعِ» وقد جاءَ في بعضِ تفاسيرِ الحديثِ اسمُ اثنتَينِ منهنَّ، وفي بعضِها اسمُ ثلاثٍ، وفي بعضِها أنهنَّ أربعٌ، فأمَّا الاثنتانِ فقالَ القُتبيُّ: إحداهُما فاطِمة بنتُ رسُول الله زوجُ عليٍّ، والأخرى: فاطِمة بنتُ أسدِ بنِ هاشم أمُّه، ولا أعرِفُ الثَّالثةَ. قال أبو منصور الأزهريُّ: هي فاطمةُ بنتُ حمزةَ.

قال القاضي: والرَّابعةُ فاطِمة بنتُ عتبةَ زوجِ عقيلِ ابنِ أبي طالبٍ: وهي التي سارَ معاويةُ وابنُ عبَّاسٍ حكمَين بينهما أيَّام عثمانَ .

فصلُ الاختلافِ والوهم

قوله: «وعليها دِرْعُ فطرٍ» كذا للقابسيِّ وابنِ السَّكن في (بابِ الاستعارةِ للعروسِ) بالفاءِ، ولغيرِهم: «قِطْرٍ» [خ¦٢٦٢٨] بالقافِ المكسورةِ على الإضافةِ، وهو الصَّوابُ؛ وهو ضربٌ من ثيابِ اليمنِ تُعرَف بالقِطريَّة فيها حُمرَة، قاله الخطابيُّ، وفسَّره بعضُهم أنَّه من غليظِ القُطن.

وقوله في حديثِ عائشةَ وسلامِ اليهودِ: «ففطِنَتْ بهم عائشةُ» كذا في النُّسخِ من مسلمٍ، وفي روايةِ جميعِ شيوخِنا بالفاءِ والنُّون، وقد جاءَ في روايةِ ابنِ الحذَّاء: «فقطَّبت لهم» بالقافِ والباءِ بواحدةٍ، من القطوبِ وعُبُوسِ الوجهِ، والأوَّل الصَّوابُ وأشبَه بمساقِ الكلام، وإن كانَ لهذا وجهٌ.

الفاءُ مع الظَّاءِ

١٨٣٩ - (ف ظ) قوله: «أنتَ أفظُّ وأغلَظُ» [خ¦٣٢٩٤] هما بمعنًى من شِدَّة الخُلُق وخُشونَة الجانبِ، ولم يأتِ هنا أفعلُ للمفاضلةِ مع النَّبيِّ ، لكن بمعنى: فظٍّ وغليظٍ، أو تكون للمفاضلةِ، وتكونُ الغلظةُ في جهة النَّبيِّ فيما يجبُ من الخشونةِ والغِلظة على أهلِ الباطلِ، كما قال تعالى: ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ٧٣] وتكونُ عند عمرَ زيادةٌ في غيرِ هذا من الأمورِ، فيكون «أغلظَ» لهذا على الجملةِ لا على المُفاضلةِ فيما يُحمَد من ذلك.

١٨٤٠ - (ف ظ ع) قوله: «لم أرَ كاليومِ منظَراً أفظَعَ» [خ¦٤٣١] أي: أعظمَ وأشدَّ وأهيبَ وأفظعَ منها؛ بمعنى: أشدَّ فظاعةً ممَّا سواه من المناظرِ الفَظيعةِ، فحذفَ اختصاراً لدلالة الكلامِ عليه.

وقوله: «إلى أمرٍ يُفْظِعُنا» [خ¦٣١٨١]

<<  <  ج: ص:  >  >>