للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمَّا قوله في الصَّلاة: «فأتُوها وعلَيكُم الوَقارُ والسَّكِينةُ» [خ¦٦٣٦] فهو هنا بمعنَى: الوَقارِ والسُّكونِ، وكرَّر للتَّأكيدِ.

وقوله: «السَّكَن» بفتح الكاف ما يُسكَن إليه من مَنزلٍ أو أهلٍ.

وقوله: «فكأنَّ الرَّجلَ اسْتكَان» [خ¦٧١٥٣] أي: خضَع هو افتعل من السُّكُونِ، يُقال: استَكَان واستَكَن وأسْكَن وتَمسْكَن، ومنه: «وأمَّا صاحِبَاي فاسْتَكَانا» [خ¦٤٤١٨] أي: خضَعا، وقيل: استَكان استَفْعل من الكِينة بالكَسرِ، وهي الحالُ السَّيئةُ، قال الأزهري: إنَّما هو من السُّكون، ومُدَّت الألفُ، كما قالوا: يَنبَاع في يَنبُع، والمِسكِينُ مَأخُوذ من هذا لضَعفِه وذلَّتِه.

وأمَّا قوله في حَديثِ الغَارِ: «فيَستَكِنا لِشرْبَتِهمَا» [خ¦٣٤٦٥] ضبَطَه الأَصيليُّ بتَخفيفِ النُّون، وغيرُه بتَشديدِها، وهما بمعنًى، الأوَّلُ من اسْتَكان، والثَّاني من استَكَن؛ أي: يَضعَفان لعَدمِ شربَتِهما.

وذكر في الحَديثِ: «السِّكِّينَ» [خ¦٢٠٨] وهي المُديَةُ، ذكَر صاحبُ «العين» أنها تُذكَّر وتُؤنَّث، وقد جاء في بعضِ الأحاديثِ في الإسْراءِ في غير هذه الأُمَّهاتِ: «سكينة» بها، قال الهرويُّ: وأكثَر العَربِ لا يَعرِفُون إدخال الهاء فيها.

وقوله: «فيسْكُنُ … جَأْشُه» [خ¦٦٩٨٢] أي: يَطمَئِن قَلبُه، ومِثلُه قوله تعالى: ﴿إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ [التوبة: ١٠٣] أي: طُمَأنِينة يَسكنُون إليها.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «فما زال يُخفِّضُهُم حتَّى سكَتوا» [خ¦٤١٤١] كذا للمُستَمليْ بالتَّاء، ولغَيرِه: «سكَنُوا» بالنُّونِ، وكذلك في حَديثِ ماعزٍ: «فرَمَيناه بجَلامِيدِ الحرَّةِ حتَّى سكَت» كذا لكافَّتهم عن مُسلمٍ، ولابنِ ماهانَ: «سكَن» بالنُّونِ، وهما بمعنًى، وقد فسَّرْناه.

وفي حَديثِ قَتلِ أبي عامرٍ الأشعريِّ: «فلما رآني رسولُ الله ساكِناً» كذا لأكثَر شيُوخِنا بالنُّونِ، وروَاه بعضُهم: «ساكِتاً» بالتَّاء، وعند ابنِ الحذَّاءِ: «شَاحِباً»، وقد يتوجَّه هنا الشُّحوبُ وهو تَغيُّر اللَّون من مَرضٍ أو جُوعٍ.

في كَفَّارةِ الأذَى في حَديثِ ابنِ مَعقِلٍ من رِوايَةِ ابنِ أبي شَيبَةَ: «أو يُطعِم سِتَّة مَساكِين، لكُلِّ مِسكينٍ صاعٌ»، كذا للعُذريِّ، وهو وَهمٌ، وصَوابه ما للجماعةِ: «لكلِّ مِسكِينَين»، كما جاء في غَيرِ هذه الرِّوايةِ.

وقوله في تَفسيرِ ﴿وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨] قال: «فأُمِرْنا بالسُّكون» كذا للجُرجانيِّ بالنُّون، وللبَاقِين: «بالسُّكوتِ» [خ¦١٢٠٠]، وقد تقدَّم في تَفسيرِ القُنوتِ المَعنَيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>