للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١١٩٧ - (ل و ي) قوله: «لَيُّ الواجدِ» [خ¦٤٣/ ١٣ - ٣٧٤٩] أي: مَطْلُه، يقال: لَوَاه بحقِّه يلْوِيه ليَّاً، وأصلُهُ لَوْيَاً، وهو مثلُ قوله: «مَطلُ الغنيِّ ظلمٌ» [خ¦٢٢٨٧]. وقوله: «فالْتوى بها» أي: مَطَلَ من ذلك.

وقوله: «لا يَلوِي بعضُهم على بعضٍ» أي: لا يلتفتُ إليه ولا يُعرِّجُ عليه ولا يشتغلُ به، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ﴾ [آل عمران: ١٥٣].

وقوله: «ولِواءُ الحَمْدِ بيَدِي»، و «كانَ صاحبَ لواءِ رسولِ الله » [خ¦٢٩٧٤] اللِّواءُ: الرَّايةُ.

وقوله: «لكلِّ غادرٍ لوَاءٌ يومَ القيامةِ» [خ¦٣١٨٧] أي: علامةٌ يُشهَرُ بها في النَّاسِ، إذ موضعُ اللِّواءِ والمرادُ به شُهْرةُ مكانِ الرَّئيسِ وعلامةُ موضعِهِ.

قوله: «وإنه لوَّى ذَنَبَهُ» [خ¦٤٦٦٥] بتشديدِ الواوِ كنايةً عن الجُبْنِ وإيثارِ الدَّعَةِ، كما تفعلُ السِّباعُ إذا أرادتِ النَّومَ بأذنابِها. قال أبو عُبيد: يريدُ لم يبرُزْ للمعروفِ ولكنَّه راغَ وتنحَّى، وكذلك: «لوَّى ثوبَهُ في عنُقِهِ» [خ¦٤٨١٥] ويُقال: بالتَّخفيفِ أيضاً، وقُرِئ بالوجهَين ﴿لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ﴾ [المنافقون: ٥].

قوله: «لا يَلْوِي أحدٌ على أحدٍ» أي: لا ينعطفُ عليه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قول البخاريُّ في بابِ: «ما يجوزُ من اللَّوْ» [خ¦٩٤/ ٩ - ١٠٧٣٦] بسكونِ الواوِ: يريدُ مِن قولِ: لو كانَ كذا كانَ كذا، لكنَّ إدخالَ الألفِ واللَّامِ عليه لا يجوزُ عندَ أهلِ العربيةِ، إذ «لو» حرفٌ، والألفُ واللَّامُ لا يدخلانِ على الحروفِ، و «لو» حرفُ امتناعِ شيءٍ لامتناعِ غيرِهِ، وقد جاءَ في الشِّعرِ مثقَّلَ الواوِ للضَّرورةِ في قوله:

وإن لوّاً عناءُ

في (بابِ الدُّعاءِ بالموت): «لومَا أنَّ رسولَ الله نَهانَا أنْ ندعوَ بالموت» كذا عند كافَّة شيوخِنَا عن مسلمٍ، وروَاه بعضُ الرُّواة: «لولا» [خ¦٦٣٥٠]؛ قال بعضُهم: وهو المعروفُ والصَّوابُ، قال القاضي : قد جاءتْ (لا) بمعنى: (ما)، و (ما) بمعنى: (لا)، وكلاهما بمعنى النَّفيِ، وهما هنا بمعنىً واحد.

قوله في الخوارجِ: «يَتْلُونَ كتابَ الله لَيَّناً» كذا لابنِ عيسى، ولغيرِهِ من شيوخِنَا عن مسلمٍ: «لَيَّاً» بياءٍ مُشدَّدةٍ، ومعنى هذه الرِّوايةِ: تحريفاً ﴿يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم﴾ [آل عمران: ٧٨] به، وهذا الوصْفُ وصفُ أهلِ الكتابِ الذينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>