وقوله: «فأيُّكم ما صلَّى بالنَّاسِ فليتجوَّزْ» [خ¦٧٠٢]، و «أيُّكم ما أُمِّرَ فليسْتَعِنْ به» [خ¦٣٧٠٠]: «ما» هنا زائدةٌ؛ أي: أيُّكم أُمِّرَ وأيُّكم صلَّى.
وقوله في البيتِ المعمور والملائكةِ: «إذا خَرجُوا منهُ لم يعودُوا إليه آخرَ ما علَيهم» [خ¦٣٢٠٧] ذكرناه في الهمزة.
وقوله: «إنْ كانَ الرَّجلُ لَيُسلِمُ ما يريدُ إلَّا الدُّنيا، فما يُسلِمُ حتَّى يكونَ الإسلامُ أحبَّ إليه من الدُّنيا ومَا عليها» أي: ما يَتمُّ إسلامُه ويُداخِلُ قلبَه حتَّى يستبصرَ فيه لله، وليست «حتَّى» هنا للغايةِ لكنَّها بمعنى: «إلَّا».
وقوله: «ما السُّرى يا جابر؟» [خ¦٣٦١] «ما» هنا استفهاميةٌ؛ أيْ: أيُّ شيءٍ أسرَى بكَ وأوجبَ سُرَاك.
وقوله في (بابِ لعْنِ الشَّاربِ): «لا تلعنُوه؛ فوَالله ما علمتُ إِنَّه يحبُّ اللهَ ورسولَه» [خ¦٦٧٨٠]: «ما» هنا بمعنى: الذي، و «إنَّ» بعدَه مكسورةٌ مبتدأَةٌ، وفي بعضٍ: «فوالله إنِّي لقد علمتُ».
فصل الاختلاف والوهم
قوله في حديثِ سَلَمَةَ: «فلمَّا كان بينَنا وبينَ الماءِ ساعةٌ» كذا لهم، وعند الهَوْزَنِيِّ: «المَسَاءُ» مكانَ «الماءِ» وهو وهمٌ، والأوَّلُ صوابُهُ، وعليه يدلُّ الحديث.
قولُ ابنِ عباسٍ: «ذهبَ بما هنالكَ» كذا للأصِيليِّ، ولغيرِهِ: «ذهبَ بها هنالكَ» [خ¦٢٥٢٤] بالهاء والأوَّلُ أصح.
وقوله في (بابِ مَن رأى أنَّ صاحبَ الحوضِ أحقُّ بمائِهِ): «أمنعُكَ فضْلي كما منعْتَ فضْلَ ما لم تعملْ يداكَ» [خ¦٢٣٦٩].
وقوله في حديثِ موسى بنِ إسماعيلَ في علاماتِ النُّبوَّةِ: «ليس عندنا ما نتوضَّأُ به ولا نشْرَبُ» كذا لهم، «ما» مقصورةٌ، وعند الأصِيليِّ: «ماءٌ» [خ¦٣٥٧٦] ممدودٌ وله وجْهٌ، والأوَّلُ أوجَه.
في (بابِ التَّشهُّدِ) قولُ أبي موسى: «ما تعلمونَ كيف تقولونَ في صلوَاتِكم؟» كذا في جميعِ نُسَخِ مسلمٍ، وفي كتاب أبي داودَ: «أما تعلمون» وقيل: هو الوجْهُ، وكلٌّ صوابٌ صحيحُ المعنى.
ومما اختُلفَ فيه ممَّا صورتُهُ هذا الحرف، وأصلُه أنَ يكونَ في حرفِ الهمزة
قوله في (بابِ هجرةِ النَّبيِّ ﷺ: «فأمَّا اليومَ فقد أظهرَ اللهُ الإسلامَ، والمؤمنُ يعبدُ ربَّه حيثُ شاءَ» [خ¦٤٣١٢] كذا للقَابِسِيِّ وعُبدُوس، وعند الأَصِيليِّ والهَرَوِيِّ والنَّسَفيِّ: «واليومَ يعبدُ ربَّه حيثُ شاءَ» وكلاهما صحيحُ المعنى له وجهٌ، لكنَّ الأوَّلَ أشهرُ، وكذا ذكره البخاريُّ بغيرِ خلافٍ في كتابِ المغازي [خ¦٣٩٠٠].