أنْ يطرُقَها الذَّكرُ ليضرِبَها، وفيه:«نهَى عن طَرْقِ الفَحلِ» بفَتحِ الطَّاء وسُكون الرَّاءِ هي إجارَتُه للنَّزوِ، مثلُ نَهيِه عن «عَسْبِ الفَحلِ»[خ¦٢٢٨٤]، ومعنَى الحديثِ نهَى عن بَيعِ طَرْقِ الفَحلِ أو أجْرِ طَرقِ الفَحلِ، يقال: طرَق الفحلُ النَّاقةَ يطرُقُها طَرْقاً، وأطرَقتُ الفَحلَ أنا أعرْتُه لذلك إطْراقاً.
وقوله:«نهَى أن يَطْرُقَ الرَّجلُ أهلَه ليلاً» أو «أنْ يأتيَ أهلَه طُرُوقاً»[خ¦٥٢٤٣] بالضَّمِّ، هو المَجيءُ إليهِم باللَّيلِ من سَفرٍ أو غَيرِه على غَفلَةٍ ليَستَغفِلَهم ويطلُبَ عثَراتِهم والاطِّلاعَ على خلَواتِهم، كما فسَّره في الحديثِ الآخَر:«يَتَخَوَّنُهم بذلك»، والطُّرُوق بضمِّ الطَّاء كلُّ ما جاء باللَّيلِ، ولا يكون بالنَّهار إلَّا مجازاً، ومنه قوله:«ومن طارِقٍ يَطْرقُنا إلَّا بخَيرٍ» أي: يأتِينا ليلاً، ومنه:«طَرَقَهُ وفاطمةُ»[خ¦١١٢٧].
وقوله:«كأنَّ وجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة»[خ¦٢٩٢٧] بسُكونِ الطَّاء وفَتحِ الرَّاء، كذا رِوايَتُنا عن كافَّتِهم؛ أي: التِّرسَةُ الَّتي أطرقت بالعَقبِ وأُلبِسَتْه طاقةً فوق أُخرَى، وقال بعضُهم: الأصوَبُ فيه: «المُطرَّقة»، وكلُّ شيءٍ رُكِّب بعضُه فوق بعضٍ فهو مُطرَّق، وقيل: هو أن يُقَدَّرَ جِلدٌ بمِقدَارِه ويُلصَق به كأنَّه ترسٌ على ترسٍ.
وقوله:«يُحْشَرُ النَّاسُ على ثَلَاثِ طَرَائِقَ»[خ¦٦٥٢٢] أي: ثلاث فِرَقٍ، قال الله: ﴿طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [الجن: ١١] أي: فِرقاً مُختلِفة الأهْواءِ.
٩٩٢ - (ط ر ي) قوله: «لا تُطْرُونِي كما أطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى»[خ¦٣٤٤٥] الإِطراءُ ممدُود: مُجاوَزةُ الحَدِّ في المَدحِ والكذبُ فيه، ومنه:«سمِعَ النَّبيُّ ﷺ رجلاً يثني على رَجُلٍ ويُطرِيهِ»[خ¦٢٦٦٣].
الطَّاء مع اللَّام
٩٩٣ - (ط ل ب) قوله: «إنَّ لنا طَلِبَة» بكَسرِ اللَّامِ؛ أي: شيئاً نطلُبه، فَعِلَة بمعنى مَفعُولَة.
٩٩٤ - (ط ل ل) قوله: «وينزِل مَطرٌ كأنَّه الطَّلُّ أوِ الظِّلُّ» كذا الرِّوايةُ في الأُولى بالمُهملةِ المَفتُوحةِ والثَّاني بالمُعجمةِ المَكسورَةِ، والأشبَه والأصحُّ هنا اللّفظةُ الأُولى؛ لقَولِه في الحَديثِ الآخَر:«كمَنِيِّ الرِّجالِ» والطَّلُّ: المَطرُ الرَّقيقُ.
وقوله:«وغيرُ ذلك يُطَلُّ»[خ¦٥٧٥٨] أي: يُهدَر ويُبطَل ولا يُطلَب، ولا يقال طَلَّ دمه بالفَتحِ، وحكاه صاحبُ «الأفعال»، وطلَّه الحاكمُ وأطلَّه أهدَرَه، وقد تقدَّم تَفسِيرُه والخلاف فيه في الباء.
٩٩٥ - (ط ل ع) قوله: «لَو أنَّ لِي طِلَاعَ الأرْضِ ذَهَباً لافْتدَيتُ بِهِ»[خ¦٣٦٩٢] أي: ما طلَعَتْ عليه الشَّمسُ منَ الأرضِ.