للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العمِّيَّة: الضَّلالةُ، وقيل: في مثلِه؛ أي: فتنةٌ وجهلٌ، وقد فسَّرها في تمام الحديثِ بقوله: «يَغضبُ لِعَصَبةٍ، أو يدعُو لعصبةٍ، أو يَنصُرُ عَصَبَةً».

وفي الهجرِة: «لأعَمِّينَّ على مَن وَرَائي» بفتحِ العينِ؛ أي: أخفِي أمركُما، وأُلبِّسُه عليهم حتَّى لا تُتْبَعَا؛ من التَّعميةِ، ومنه في هلالِ رمضانَ في روايةِ الصَّدفيِّ والطَّبريِّ في حديثِ ابن معاذٍ: «فإنْ عَمِيَ عليكم» أو من العَماءِ؛ وهو: السَّحابُ الرَّقيقُ؛ أي: حال دونَه، أو منَ العَمَى؛ وهو عَدَمُ الرُّؤيةِ وسنذكُرُه، واختلافَ الرِّوايةِ فيه في حرفِ العينِ.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهم

قوله في حديثِ مسلمٍ عن هارونَ بن سعيدٍ في طوافِ القارنِ، وذكرَ حجَّ النَّبيِّ ، وحجَّ أبي بكرٍ وطوافَهما بالبيتِ، ثمَّ قال: «ثمَّ لم يَكُن غَيرُه» بالغينِ المعجمةِ بعدَها ياءٌ باثنتَين تحتَها، ثمَّ ذكَرَ في حجِّ عثمانَ مثلَ ذلك، وفي حجِّ الزُّبيرِ، وذكرَ البخاريُّ هذا وقال: «ثمَّ لم تكُن عمْرة» [خ¦١٦١٤] بعينٍ مهملةٍ بعدَها ميمٌ ساكنةٌ، وهو الصَّوابُ.

وفي (بابِ الدُّفِّ): «فلما عَمِلَ غمزتُهما فخَرَجتا» كذا للمروزيِّ؛ بالعينِ المهملةِ والميمِ، وهو وهمٌ؛ والصَّوابُ ما للجماعةِ، وما في غيرِ هذا الموضعِ «غَفَلَ» [خ¦٩٤٩] بالغينِ المعجمةِ والفاءِ.

وقوله في صلاةِ النَّبيِّ في الكعبةِ: «وجعلَ عمودَين عن يمينِه، وعَمُوداً عن يَسَارِه، وثلاثةَ أعمدةٍ وراءَه» [خ¦٥٠٥] كذا في «الموطَّأ»، وعندَ مسلمٍ عكسَه: «وجعل عَمُودَين عن يَسَاره، وعَمُوداً عن يمينِه»، وجاءَ في البخاريِّ من روايةِ القعنبيِّ عن مالكٍ: «وجَعَل عَمُوداً عن يَسارِه، وعَمُوداً عن يَمينِه» [خ¦٥٠٥]، وفي روايةِ ابنِ أبي أويسٍ بمثلِ ما في «الموطَّأ».

وفي (بابِ الرَّغبةِ في النِّكاحِ)، في حديثِ ابن أبي شيبةَ، قولُ عبدِ الرَّحمنِ بن يزيدٍ: «دخلتُ أنَّا وعمَّاي؛ علقمةُ والأسودُ على ابنِ مسعودٍ» كذا عندَ بعضِ رواةِ مسلمٍ، قال بعضُهم: هو خطأٌ، وصوابُه: «دخلت أنا وعمِّي عَلقَمَةُ والأسوَد» معطوفٌ على عمِّي ليسَ ببدلٍ، أي: والأسودَ أخَي، فإن الأسودَ أخو عبدِ الرَّحمنِ بن يزيد قائلِ هذا الكلامَ، وكذا على الصَّوابِ روايةُ عامَّةِ شيوخِنا.

وفي طلاقِ المختلِعةِ: «إنَّ رُبيِّعَ بنتَ مُعَوِّذِ بن عفراءَ جاءَت وعمَّتُها إلى عبدِ الله بن عمرَ»

<<  <  ج: ص:  >  >>