الهَمزِ، والمعنَى لا والله هذا ما أقْسمُ به، فأدْخلَ اسم الله بين هَا وذَا، وقال الخليلُ:«هَا» بتَفخيمِ الألفِ تَنبِيهٌ، وبإمَالتِها حرفُ هجاءٍ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
في حَديثِ زُهيرِ بنِ حَربٍ في كتابِ مُسلمٍ في خَبرِ عَمرِو بنِ لُحيٍّ أبو بني كَعبٍ:«هؤلَاء يَجُرُّ قُصْبَه» كذا لجميعِهم، وعند السَّمرقَنديِّ:«هو يَجُرُّ»، وهو وَهمٌ.
الهَاء مع البَاء
٢٢٥٧ - (هـ ب ب) قوله في الصَّلاة إلى الرَّاحلةِ: «أَرأَيتَ إذا هَبَّتِ الرِّكابُ»[خ¦٥٠٧] معناه هنا: ثارَت، وتأتي بمعنى: أسرَعتْ، وضبَطَه الأَصيليُّ «هُبَّت» على ما لم يُسمَّ فاعلُه، والصَّوابُ الأوَّلُ على ما ضبَطَه غيرُه.
وقوله:«حين يَهُبُّ من نَومِه»، وهبَّ من نَومِه؛ أي: انتَبَه منه.
وقوله:«فلَم يَقرَبْنِي إلَّا هَبَّةً واحِدةً» كذا لابنِ السَّكنِ، يريدُ مرَّةً واحدةً، وقيل: الهبَّةُ: الوقعَةُ، يقال: احذرْ هبَّةَ السَّيفِ؛ أي: وقعتَه، فهو من هذا، وقيل: هو كِنايةٌ عن الجماعِ، من هِبابِ الجَملِ أو التَّيسِ إذا اهتاج للجماع، وهما بمعنًى مُتقاربٍ، وهَبَّ التَّيسُ يَهبُّ هَبِيباً إذا صاحَ عند الضِّرابِ، وعند الكافَّة:«هَنَة»[خ¦٥٢٦٥] بالنُّون، قال ابنُ عبدِ الحكمِ: أي: مرَّة.
٢٢٥٨ - (هـ ب ل) قوله: «والنِّساءُ … لم يَهْبُلْنَ ولم يَغْشَهُنَّ اللَّحمُ»[خ¦٤١٤١] بضمِّ الباء بواحدَةٍ؛ أي: لم يَرهَلهُنَّ اللَّحمَ، وتكثُر شحُومهُنَّ، ومِثلُه في غيرِ هذه الرِّوايةِ:«يهبجهن اللَّحم» بمَعنَاه، وروَاه بعضُ رُواةِ مُسلمٍ:«يُهَبِّلْهُنَّ اللَّحمُ» وهو بمَعناه، وهو كالتَّورُّم من السِّمنِ، يُقال منه: رجلٌ مُهَبَّل ومُهَبَّجٌ، قال الخليلُ: التَّهبُّلُ: كثرةُ اللَّحمِ، وقد هبُل الرَّجلُ بضمِّ الباء، وضبَطْناه أيضاً من طَريقِ الطَّبري بفَتحِ الباء، وهو بعِيدٌ، وضبَطْناه من طريقِ العُذريِّ:«يُهَبَّلن» بضمِّ الياء أولاً وفتح الهاء وتَشديدِ الباء، على ما لم يُسمَّ فاعلُه، وقد روَاه البُخاريُّ في بَعض رِوايَاتِه:«يَثْقُلْنَ»[خ¦٢٦٦١]، وهو كلُّه بمعنًى واحدٍ، يعني من كَثرةِ اللَّحمِ.
وقوله:«أوَ هَبِلْتِ أوَ جَنَّةٌ واحدةٌ هي»[خ¦٣٩٨٢] بفَتحِ الواو والهاء وكَسرِ الباء؛ أي: ثَكِلْت ابنَكِ وفقَدتِه، هذا أصلُ الكلمةِ في اللُّغةِ، وضبَطَه بعضُ الرُّواة بفتحِ الباء، ولا