٢١١٤ - (س ف ع) قوله: «سَفْعَاءُ الخَدَّينِ» هو شُحُوبٌ وسَواد في الوَجهِ، وفي «البارع»: هو سواد الخدَّين من المَرأةِ الشَّاحِبة، وقال الأصمعيُّ: هو حمرَة يعلُوها سوَاد، يقال فيه: بفتح السِّين وبضَمِّها، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«أرى بوَجهِك سَفعَة غضَب» يقال بفتح السِّين وضَمِّها، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«عندها جارِيَة بوَجهِها سَفعَة»[خ¦٥٧٣٩] روَيناه بالوجهَين، فسرَّها في الحَديثِ:«صُفرَة» وهو غير مَعرُوف في اللُّغةِ، وقيل: معناه علامة من الشَّيطانِ، وقيل: ضربة وأخذة من الشَّيطان من قوله: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ [العلق: ١٥]، سفَعت بالنَّاصِية: قبَضت عليها، وسفَعْته: لطَمْته، وسفَعْته بالعصا: ضَرَبته، وقوله: ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ من هذا؛ أي: لنأخُذن بها ولنجرنَّه بها، وأصلُ السَّفع: الأخذ بالنَّاصيةِ، ثمَّ استُعمِل في غيرِها، وقيل: لنُعلِّمنَّه بعَلامةِ أهل النَّار من اسوداد وجهِه، وزُرقةِ عينَيه، فاكتفى بالنَّاصية عن ذِكْر الوَجهِ، وقيل: لنُذِلنَّه، وقيل غير هذا.
وقوله:«ما مسَّهُم منها سَفْع»[خ¦٦٥٥٩] يعني النَّارَ؛ أي: سواد من لَفحِها، وقيل: علامَة من النَّارِ.
٢١١٥ - (س ف ف) قول البُخاريِّ: «﴿أَكْلًا لَّمًّا﴾ [الفجر: ١٩] السَّفُّ»[خ¦٦٥/ ٨٩ - ٧٢٩٩] هو الإكثارُ، والأكلُ الشَّديدُ، فقوله:«السَّفُّ» إشارة إلى هذا، وإنَّما يُستَعمل السَّفُّ في الشُّربِ.
وقوله:«إذا شرِب استَفَّ» كذا روَاه عند مُسلمٍ والأَصيليِّ بالسِّين المُهملةِ، وهو الإكثار من الشُّربِ، قال أبو زيدٍ: سففتُ الماء إذا أكثَرتَ من شُربِه ولم تَرْوَ، وروَاه بعضُ رُوَاة البُخاريِّ:«اشتَفَّ»[خ¦٥١٨٩] بالمُعجمةِ، وهو قريبٌ من الأوَّلِ، وهو الاستِقْصاء في الشُّربِ، مأخُوذٌ من الشُّفافةِ، وهي البقِيَّة تبقى في الإناء، فإذا شرِبَها صاحبُها قيل: اشتَفَّ.
٢١١٦ - (س ف ق) قوله: «السَّفقُ بالأسواقِ» في الحَدِيثَين، جاء في بَعضِ المَواضِع بالسِّين، وفي بَعضِها بالصاد، [خ¦١١٨] والصَّادُ أكثر وأعرَف في الحَديثِ وكتُبِ اللُّغةِ، وهي المُبايعَة فيها، وأصلُه: عقد البَيعِ وضَربِ يد المُتبايعَين بعضها ببعضٍ، وهي صفقةُ البيعِ، ولكنَّهم قالوا: ثوب صفِيقٌ وسفِيقٌ، وهذا لا يُنكَر من أجلِ القافِ.