قَبيلٌ منهم نزلوها، وقيل: سُمُّوا بذلك باسم جبلٍ ببلادِهم يُقالُ له: مَعافِر: بفتح الميم، وحكى لنا شيخُنا أبو الحسَينِ فيه الضَّمَّ أيضاً، وقد أنكرَ يعقوبُ الضَّمَّ فيه، والميمُ هنا زائدةٌ.
١٢٦٤ - (م ع س) قوله: «تمعَسُ» أي: تعرُكُ وتليِّنُ: بفتح العينِ وسينٍ مهملةٍ، وقد ذكرناه، وفي روايةٍ عن ابن الحذَّاء:«تغمِسُ» وهو خطأٌ.
١٢٦٥ - (م ع ى) قوله: «المؤمنُ يأكلُ في مِعىً واحدٍ، والكافرُ يأكلُ في سبعةِ أمعاءٍ»[خ¦٥٣٩٣] الواحد: مقصورٌ مكسورُ الميمِ منوَّنٌ والجمعُ ممدودٌ، اختُلِفَ في تأويله فقيل: هو في رجلٍ مخصوصٍ، وقيل: هو ضَرْبُ مَثَلٍ للزُّهْدِ والحِرْصِ، وقيل: ذلك لتركِه الإيمانَ وتسميةَ الله عندَ الطَّعامِ، وقيل غيرُ ذلك ممَّا شرحناه في «الإكمال».
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:«فكَرِه المؤمنون ذلك وامتَعَظوا» بظاءٍ معجَمةٍ، كذا عند الأَصيليِّ والهمْدانيِّ، ولأبي الهيثمِ في المغازي والجُرجانيِّ، وفسَّروه: كرِهوا، وهذا غيرُ صحيحٍ، ووهمٌ في الخطِّ والهِجاءِ، إنَّما يصِحُّ لو كان:«امتعَضوا»[خ¦٢٧١١] بالضَّاد المعجَمةِ، وكذا عندَ أبي ذرٍّ هنا وعُبدوسٍ، فهذا بمعنى: كرِهوا وأَنِفوا، وقد وقع مفسَّراً كذلك في بعضِ الرِّواياتِ في الأمِّ، وعند القابسيِّ في كتاب الشُّروطِ، وللحَمَوييِّ في المغازي، والمستَمليْ، وهي روايةُ الأصيليِّ هناك عن المروزيِّ:«اتَّعظوا» ووقع للقابسيِّ أيضاً في المغازي: «امَّعظوا» بتشديد الميمِ وظاءٍ معجَمةٍ، وكذا لعُبدوسٍ، وعند بعضهم:«اتَّغظوا» بالغين والظَّاء المعجَمتَينِ، وكتب خارجاً عليه من الغَيظِ، وعند بعضِهم عن النَّسَفيِّ:«وانْغضوا» بنونٍ ساكنةٍ وغينٍ وضادٍ معجَمتَينِ، وهو مشْكِلٌ في نسخَتِه: هل النُّقطتانِ على التَّاء أم على النُّون والغين؟ في كتابِ المغازي، وكلُّ هذه الرِّواياتِ إحالاتٌ وتغييراتٌ عن الصَّوابِ، حتَّى خرَّج عليه بعضُهم:«انفضوا» ونحوٌ منه في كتابِ الشُّروطِ عن النَّسَفيِّ، ولا وجهَ لما تقدَّمَ، إلَّا أن يكونَ «امتعضوا» مثل الرِّوايةِ الأولى، إلَّا أنَّها بالضَّادِ كما تقدَّمَ، وقد تخرجُ روايةُ النَّسفيِّ:«انغضوا» أي: تحرَّكوا واضطربوا، قال الله: ﴿فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ﴾ [الإسراء: ٥١] أو «انفضُّوا» أي: تفرَّقوا.