صَحيحتان ثُلاثِي ورُباعِي، وروَاه القَنازِعيُّ في «المُوطَّأ»«فأدَّمَتْه» بتَشديدِ الدَّال، وله وجهٌ في تَكثيرِ الإدامِ، وقد صحَّحه بعضُ شيُوخِنا من الأُدَباء، قال: والقصرُ والتَّخفيفُ أحسَن الوُجوه، ومَعناه كلُّه: جَعلتُ له إدامًا بكسر الهمزة، وفي الحَديثِ:«نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ»، وجمعه أُدُم، ويقال للواحد أيضًا: أُدْمٌ بالسُّكون وضمِّ الهَمزةِ، ويُجمَع إِدامًا، ومنه في الرِّواياتِ الأُخَر:«نِعمَ الأُدْمُ».
وفي حَديثِ بَرِيرةَ:«فقُرِّبَ إليه خبزٌ وأُدْمٌ من أُدْمِ البَيتِ»[خ¦٥٠٩٧] الوَجهُ فيه أن يكون كذلك ساكنًا هنا؛ لأنَّه إنَّما أراد به الشَّيءَ الواحدَ لا الجمعَ، ولاسيَّما في الأوَّل، وإن كنَّا إنَّما ضبَطْناه عن شيُوخِنا بضمِّ الدَّال فيهما.
وأمَّا ما جاء في الحَديثِ من قوله في صِفة النَّبي ﷺ:«ليسَ بالآدَمِ»[خ¦٣٥٤٨]، وفي مُوسَى ﷺ:«آدَمٌ»[خ¦٣٢٣٩]، وفي المُلاعَنة:«إنْ جاءَتْ به آدَمَ»[خ¦٥٣١٠] فبِمدِّ الهَمزةِ، وهو الشَّديدُ السُّمرةِ، وجمعُه أُدْم بالسُّكون، ومنه في الحَديثِ:«مِن أُدْمِ الرِّجال»[خ¦٣٤٤٠] ساكنُ الدَّالِ.
وجاء في الحَديثِ ذكر:«الأَديم»[خ¦٥٨٥٢] و «الأَدِم» وهو الجِلدُ بكسر الدَّال، وجمعه أَدَم بفَتحِها، ذُكِرا في غير حَديثٍ.
٣٠ - (أ د و) وفيها ذكر «الإِدَاوَة»[خ¦١٥٠] بكَسرِ الهَمزةِ، هي آنيَةُ الماءِ كالمِطْهَرةِ.
٣١ - (أ د ي) قوله: «رجُلًا مُؤْدِيًا»[خ¦٢٩٦٤] ساكن الهَمزةِ مَضمُوم الميمِ مخفَّف الياء باثنتَين تحتَها آخِرًا؛ أي: قويًّا، أَوْدى الرَّجل قَوِيَ، وقيل: مُؤْدِيًا كامل الأداةِ، وهي السِّلاحُ، ومنه:«وعليه أَداةُ الحَرْبِ»[خ¦٣٩٩٥]، وأداة كلِّ شيءٍ آلتُه وما يحتاجُ إليه، والآدُ والأَيدُ القُوَّة، وقال النَّضرُ: المُؤدِي القادِرُ على السَّفرِ، وقيل: المُتهَيِّئ المُعِدُّ لذلك أداتَه.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«ائتَدَبَ الله لمَنْ خرَجَ في سَبِيلِه» كذا للقابسيِّ بهَمزةٍ صُورَتُها ياء، ومَعناه: أجاب مَنْ دَعَاهُ من المَأْدَبَة، يقال: أدَب القومَ مخفَّفًا إذا دَعاهُم، ومنه:«القُرآنُ مأدَبَةُ الله في الأرض» على أحَد التَّأوِيلين المُتقدِّمين، وفي رِوايةِ أبي ذَرٍّ الهَروِيِّ:«انتَدَبَ»[خ¦٣٦] بالنُّونِ، ولم يُتقيَّد في كتاب الأَصيليِّ، ومَعناه قريبٌ من الأوَّل، كأنَّه أجاب