للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

التَّرحِيب، وهو مَذهَبُ الفرَّاء، وفي الحَديثِ: «رحَّبَ بها، وقال: مَرحَباً بِابْنَتي» [خ¦٣٦٢٣] ومَكانٌ رَحبٌ واسعٌ، وجمعُه رِحاب ورَحِيبٌ أيضاً.

وقوله: «ضاقَتْ عَليَّ الأرضُ بما رَحُبَتْ» [خ¦٤٤١٨] أي: بما وسِعَت؛ أي: على سعَتِها، وقوله: «ورَحَّب ودَعَا» أي: قال: مَرحَباً.

٨٢٢ - (ر ح ر ح) وقوله: «فأُتِي بقَدَحٍ رَحْرَاحٍ» [خ¦٢٠٠] بفَتحِ الرَّاء وسُكونِ الحاء؛ أي: واسِعٍ، قال ابنُ دُرَيد: ويقال: رَحْرَح أيضاً، قال غيرُه: هو مع ذلك: القريبُ القَعرِ، القصيرُ الجَوانبِ.

٨٢٣ - (ر ح ل) وقوله: «لا تكَاد تجِدُ فيها راحِلَةً» [خ¦٦٤٩٤] هي النَّاقةُ النَّجيبَة، الكامِلةُ الخَلقِ، الحسَنةُ المَنظرِ، المُدرَّبَةُ على الرُّكوبِ والسَّيرِ والحَملِ، وهو لا يكون إلَّا مع التَّدريبِ والتَّأديبِ مع خِلْقتها وخُلُقها لتأتِّي ذلك، ومِثالُها في الإبل قلِيلٌ، كذلك النَّجيبُ من النَّاسِ فيهم وإن تساوَوا في النَّسب والخِلقَة، قيل: المُرادُ استِوَاء النَّاس، كما قال: «كأسْنَانِ المُشْطِ»، والأوَّلُ هنا أبيَنُ؛ لقوله: «لا تكَادُ»، وأشَار به إلى التَّقليلِ، وقيل: المُرادُ أنَّ الكامِلَ والرَّاغبَ في الآخِرَة قلِيلٌ، وغيرُهم مُتساوٍ في طلَبِ الدُّنيا، وقد يُسمَّى الجمَلُ أيضاً راحِلَة، والهاءُ هنا للمُبالَغةِ، وقيل: سُمِّيت بذلك؛ لأنَّها ترحَل، كما قيل: ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٢١] أي: مَرضِيَة، و ﴿مَّاء دَافِقٍ﴾ [الطارق: ٦] أي: مَدفُوقٍ، وخصَّها ابنُ قُتَيبةَ بالنُّوقِ، وأنكَره الأزْهرِيُّ.

وقوله: «إلى رَحْلِه» [خ¦٥٤٧]، و «رِحَالِهم» [خ¦٢١٣١] أي: منازلهم، و «الصَّلَاة في الرِّحَالِ» [خ¦٦١٦]؛ أي: المَساكن والمَنازِل، والرَّحْلُ أيضاً الرَّاحِلة، وهي من مَراكبِ الرِّجالِ، وجمعُها رِحال، ومنه: حجُّ الأبْرارِ على الرِّحالِ، ورَحَلْتُ البَعيرَ مخفَّفٌ: شَدَدتُ عليه الرَّحْلَ.

وقوله في أشْراطِ السَّاعةِ: «ونارٌ … تَرْحَل النَّاسَ» كذا ضَبَطْناه في مُسلمٍ بفَتحِ التَّاء والحاءِ، وضَبَطناه في «الغَرِيبَينِ»: «تُرَحِّل» بضمِّ التَّاء وكَسرِ الحاءِ وتَشدِيدِها، وتخفيفِ الرَّاء والحاء أيضاً، ومَعناه: تُزعِج وتُشخِص، كما قال في الرِّوايَةِ الأُخْرى: «تسُوقُ النَّاس»، ويقال: الإرْحَال والتَّرحِيلُ بمعنَى الإزْعَاجِ، وقيل: «تُرحِّل النَّاس» أي: تُنزِلهم المَراحِل، وقيل: تقِيلُ معَهُم، وتنزِلُ معَهُم، ومنه: «الَّذين يَرحَلون هَودَجي» [خ¦٢٦٦١]، و «رحَلُوا هَودَجي» * [خ¦٢٦٦١] والرِّحلة بالكسر: الارتحال، وجملٌ ذو رُحْلَة بالضَّمِّ للقَويِّ على السَّفرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>