للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إنَّما هو صُباءٌ ممدودٌ، جمعُ صابئٍ؛ أي: تاركون ما كنتُم عليه، وخارجون عن هديي وسيرتي إلى الفتنِ والضَّلالِ.

وقوله: «ولم يبقَ منها إلَّا صُبابةٌ كصُبابةِ الإناءِ» بضمِّ الصَّادِ وتخفيفِ الباءِ الأولى، وهو البقيَّةُ اليسيرةُ من الشَّرابِ في الإناءِ.

وقوله: «صبيبُ السَّيفِ» قال الحربيُّ: أظنُّه: طرفَه، وسنذكرُه والخلافَ فيه بعدُ.

وقولها: «أصُبُّ لهم ثمنَكِ صَبَّةً واحدةً» [خ¦٢٥٦٤] أي: أدفعُه إليهم دَفعةً واحدةً غيرَ مقطَّعٍ، وأصلُ ذلك: صبَّه من كِفَّةِ الميزانِ.

١٤٥٨ - (ص ب ح) قوله: «من تصبَّحَ كُلَّ يومٍ سبعَ تمراتٍ عَجْوَةً» [خ¦٥٤٤٥] أي: أكلَها صبيحةَ يومِه. وقولها: «أنامُ فأتصبَّحُ» [خ¦٥١٨٩] أي: أنامُ الصُّبحةَ، وهي نومةُ الغداةِ وأوَّلِ النَّهارِ، تريدُ أنَّها مكفيَّةُ المؤونةِ مرفَّهةُ العيشِ.

وقوله: «كُلُّ امْرِئٍ مُصَبِّحٌ في أهلِه» [خ¦١٨٨٩] يحتملُ أن يريدَ ما ذكرناه آنفاً، أو يريدَ كونَه صباحاً فيهم، أو يُسقى صَبوحَه؛ وهو شربُ الغداةِ، ومنه: «صَبَّحناهم»، و «صبَّحنا خيبرَ» [خ¦٤١٩٨] يقال: صبَّحَه: أتاه وقتَ صلاةِ الصُّبحِ، ومنه: «وصبَّحناهم سرّاً» وكلُّه سواءٌ مشدَّدٌ. و «صَبَحَتْهم الخيلُ» مخفَّفٌ، وكذلك: صَبحةُ الشَّرابَ.

وفي صُبحةِ اللَّيلِ بالضَّمِّ؛ أي: صباحِه. و «رأيتُني أسجدُ من صَبيحَتِها» [خ¦٢٠٢٧] ويُروى: «من صُبحَتِها» وهما بمعنًى، و «مِن» هنا بمعنى: (في).

وقوله: «أصبِحي سِراجَكِ» [خ¦٣٧٩٨] و «أصْبَحَتْ سِراجَها» [خ¦٣٧٩٨] أي: أوقدَتْه، والمصباحُ: السِّراجُ سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه يُطلَبُ به الضِّياءُ، وهو الصُّبحُ والصَّباحُ.

١٤٥٩ - (ص ب ر) قوله: «يمينُ الصَّبرِ» [خ¦٤٥٤٩] بفتحِ الصَّادِ. و «لا تَصْبرُ على اليمينِ حيثُ تُصْبرُ الأَيمانُ» [خ¦٣٨٤٥] مخفَّفٌ، ولأبي الهيثمِ: «تصبَّر» مشدَّدُ الباءِ، و «نهى أن تُصبَرَ البهائمُ» [خ¦٥٥١٣] مخفَّفُ الصَّادِ.

و «عن صَبْرِ البهائمِ» * [خ¦٥٥١٣] و «عن المصبورةِ» [خ¦٧٢/ ٢٥ - ٨٢٠٨] كلُّه من الحبسِ والقهرِ، ففي الأيمانِ: إلزامُها والإجبارُ عليها، وفي البهائمِ: حبسُها ونصْبُها للرَّميِ، والمرميَّةُ هي المصبورةُ، وكأنَّه كلَّه من الصَّبرِ؛ أي: كُلِّفَ أن يصبِرَ على هذا ويلتزِمَه إلزاماً.

وقوله: «لا أحدَ أصْبرُ على أذًى من الله تعالى» أي: أشدُّ حلماً عن فاعلِ ذلك، وتركُ المعاقبةِ عليه، وهو مفسَّرٌ في الحديثِ: «يجعلونَ له نِدّاً وولداً وهو يرزقُهم»

<<  <  ج: ص:  >  >>