للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبلَها: «أخلاقُهم» أي: أنَّهم على خُلُقِ رجلٍ واحدٍ؛ منَ التَّودُّدِ وحُسْنِ الخُلُقِ والموافَقةِ، ليس في أحدٍ منهم خُلُقٌ مذمومٌ، كما قال في الحديثِ الآخَرِ: «لا اخْتِلافَ بينَهُم ولا تباغُضَ، قُلوبُهم قَلبٌ واحدٌ» [خ¦٣٢٤٥] ويكونُ قولُه بعدُ: «على صُورةِ أبيهِم آدمَ» ابتداءَ كلامٍ آخرَ.

وقوله في حديثِ جابرٍ: «ما كان لرسولِ الله أن يخَلِّفَكم» كذا عندَ أبي بحرٍ وابنِ أبي جعفرٍ؛ أي: يتْرُكَكم خلفَه ويتقدَّمَكم، وقيل: يتخلَّفَ عنكم، وقيل: يُخلِفَكم موعِدَه لكم، وعندَ غيرِهما: «يَلْحَقَكم» بتقديمِ اللَّامِ وبالقافِ، من اللَّحاقِ، وهو وهمٌ، والصَّوابُ الأوَّلُ بدليلِ مساقِ الحديثِ.

وفي قتلِ الرُّومِ: «حتَّى إنَّ الطَّائرَ لَيَمُرُّ بجَنَباتِهم فما يُخَلِّفُهُم» كذا للكافَّةِ، وعندَ بعضِهم: «يَلْحَقُهم»، والأوَّلُ أشبهُ بالكلامِ.

قوله لحسَّانَ عن أبي بكرٍ: «حتَّى يُخَلِّصَ لك نسَبِي» كذا في بعضِ النُّسَخِ، وروايتُنا: «حتَّى يُلَخِّصَ» بتقديمِ اللَّامِ، وهما متَقاربان، معنَى «يُخَلِّصَ نسَبِي» أي: يُميِّزَه ويُصَفِّيه من أنسابِهم، والخِلاصةُ: ما أخْلصَتِ النَّارُ منَ الذَّهبِ، ومنه: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم﴾ [ص: ٤٦]؛ أي: اصْطَفَيناهم، ومعنَى «يُلَخِّصَ» بتَقديمِ اللَّامِ؛ أي: يُبيِّنَه بإخْراجِه مِنْ غيرِه، وقال الهرويُّ: لخَّصْتُ وخَلَّصْتُ سواءٌ.

وقوله في «الموطأ» في (باب صلاةِ الجماعةِ): «قُمتُ وراءَ عبدِ الله بنِ عمرَ … فخالفَ عبدُ الله بيدِه فجعَلَني حِذاءَه» كذا في جميعِ النُّسَخِ، ووجهُ الكلامِ: فأخْلَفَ، كما ذكرْناه قبلُ؛ أي: عطفَ يدَه أو أدارَني من خَلفِه، والله أعلمُ.

قوله: «لا يُخْتَلى خَلاها» [خ¦١٣٤٩] مقصورٌ ذكَرْناه، وضبَطَه السَّمرقنديُّ والعُذريُّ مرَّةً بالمدِّ، وهو خطأٌ.

قوله في (بابِ ما يجوزُ منَ الشَّرطِ في القِراضِ): «سِلَعاً كثيرةً موجُودةً لا تُخْلِفُ في شِتاءٍ ولا صَيفٍ» كذا ليحيى وابنِ بُكيرٍ، وعندَ ابنِ وضَّاحٍ: «تَخْتَلفُ»، والأوَّلُ أوجَهُ.

[الخاء مع الميم]

٦٢٧ - (خ م ر) قوله في المحْرِمِ: «لا تُخَمِّروا رأسَه» [خ¦١٢٦٥] بشدِّ الميمِ؛ أي: لا تُغطُّوه وتَسْتُروه، ومنه: «فخَمَّرْتُ وجْهي» [خ¦٤١٤١]، وفي حديثِ ابن أُبيٍّ: «خَمَّر … أنفَه» [خ¦٤٥٦٦] أي: غطَّاه، ومنه: «الصَّلاةُ على الخُمْرةِ» [خ¦٣٣٣] بالضَّمِّ وسكونِ الميم، هي كالحَصيرِ الصَّغيرِ من سَعَفِ النَّخيلِ يُضْفَرُ بالسُّيورِ ونحوِها بقَدرِ الوجهِ والكفَّينِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>