وقيل: التَّحسُّسُ بالحاء في الخير، والتَّجسُّس في الشَّر.
وفي البخاريِّ ذكَر:«الجاسوس»[خ¦٥٦/ ١٤١ - ٤٧٠١] وفسَّره في روايةِ أبي ذرٍّ قال: «التَّجسُّس: التَّبحُّث» أي: التَّبحُّث عن الخبرِ من قِبَلِ العدوِّ، وفي الحديث ذِكْر:«الجَسَّاسَة» بالجيم وسينَين مهملتَين، هو من هذا، وهي دابَّةٌ وصفَها في الحديث بتجَسُّسِ الأخبار للدَّجَّال.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في غزوةِ مُؤتةَ:«فوجَدْنا في جَسدِه بِضْعاً وتسعينَ من طَعْنةٍ ورَمْيةٍ»[خ¦٤٢٦١] كذا للكافَّة، وللجرجانيِّ:«عضُدِه» مكان «جسَدِه».
وفي (بابِ البُرْد والحِبَرةِ والشَّملةِ): قولُه في حديثِ البُردة: «فجَسَّها رجلٌ من القَومِ»[خ¦٥٨١٠] كذا لهم، وعند الجرجانيِّ:«فحسَّنَها» من الحُسنِ؛ أي: وصَفَها بالحُسن، وهو وجهُ الكلام.
[الجيم مع الشين]
٣٩٥ - (ج ش ا) قوله في أهل الجنَّة: «فما بَالُ الطَّعامِ قال: جُشَاءٌ ورَشْحٌ كرَشحِ المِسكِ» الجُشاءُ معلومٌ، ممدودٌ، يعني أنَّ فضولَ طعامِهم يخرُج في الجُشاء والعَرَق.
٣٩٦ - (ج ش ر) وقوله: «ومنَّا مَن هو في جَشَرهِ» بفتح الجيم والشِّين، والجَشَرُ: المالُ يخرُج به أربابُه يرعَى في مكان يُمسَك فيه، وأصلُه التَّباعد، قال الأصمعيُّ: مالٌ جَشَرٌ إذا كان بمرعاه ولا يأوِي إلى أهلِه، قال غيرُه: وأصلُه أنَّ الجَشَر: بقْلُ الرَّبيع، وقال أبو عُبيد: الجَشَر الذين يبيتون مكانَهم لا يرجِعون إلى بيوتهم.
٣٩٧ - (ج ش م) قولُ مسلمٍ: «سأَلْتَني تَجَشُّمَ ذلك» أي: تكلُّفَه، تجَشَّمتُ الأمرَ وجشَّمَنِيهِ غيري وأجْشَمنِيه أيضاً.
وفي حديث هرقلٍ:«لو علمتُ أنِّي أَخلُصُ إليه لَتجَشَّمتُ لِقاءَه» أي: تكلَّفتُ ما فيه من مشقَّةٍ لذلك، وكذا ذكَر البخاريُّ [خ¦٧] الخبَر بهذا اللَّفظ، وذكَره مسلمٌ:«لَأَحببْتُ لقاءَه»[خ¦٤٥٥٣] والأوَّل أوجهُ وأليقُ بالكلام؛ لأنَّ الحُبَّ والنِّيَّة للشَّيءِ لا يُصَدُّ عنهما؛ لأنَّهما تُملَك كما يُصَدُّ عن العملِ الذي لا يُملَك في كلِّ حينٍ.