للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السُّؤالِ يُعِفُّه الله على ذلِك، ويرزُقهُ من حيثُ لا يحتسِبُ، قال أبو زيدٍ: العِفَّة: تركُ كلِّ قبيحٍ وحرامٍ، والعفيفةُ من النِّساءِ: السيِّدة الخيِّرة الكَافَّة عن الخَنَا والفُحشِ.

١٦٧٥ - (ع ف س) قوله: «عَافَسنا الأزوَاجَ والأولادَ والضَّيعَاتِ» أي: عالجنَا ذلك ولَزِمناه واشتَغلنَا به، وقيلَ: لاعبناهُم، ورواه الخطابيُّ: «عانَسْنا» بالنُّونِ، وفسَّرَه: لاعَبنا، وذكرَ القُتَبيُّ: «عانَشْنا» وفسَّرَه عانَقنا، ونحوَه في «البارعِ»، والأوَّل أولَى لذكرِه الضَّيعاتِ.

١٦٧٦ - (ع ف و) قوله: «أمرَ … بإعفاء اللِّحَى» أي: بِتوفِيرها، يقال: عَفَا الشَّيءُ إذا كَثُرَ، ويقال فيه: أعفيتُ الشَّيءَ وعفوتُه، إذا كثَّرتَه، وتفسيرُه في الحديثِ الآخرِ: «وفِّروا الِّلحَى» [خ¦٥٨٩٢].

ومنه في الحديثِ الآخرِ: «إذا دخَل صَفَر، وعَفَا الوَبَر» على ما جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ، يريدُ وبَرَ الإبلِ التي حلَقَتها الرِّجالُ؛ أي: كَثُر، ويكون أيضاً بمعنَى: قلَّ وذهبَ، من الأضدادِ، ومنه: عَفَتِ الدِّيارُ؛ إذا دَرَسَت وذَهَبَت معالمُها، وقيل مثلُه في: «عَفَا الأثرُ» [خ¦١٥٦٤] في الرِّوايةِ المشهورةِ في هذا الحديثِ، وقيل: أي: دَرَسَ أثرُ الحاجِّ والمُعتمِرين بعد رُجُوعِهم.

وقوله: «العَوافي … الطَّير والسِّباع» * [خ¦١٨٧٤] فسَّره في الحديثِ بما ذكرَ، وهو اسمٌ لها، جامعٌ لطلِبها رزقَها، وكذلك سائرُ الدَّوابِّ، وفي الحديثِ الآخرِ: «فما أكَلَت منه العَوَافي له صَدَقةٌ» بمعناه، وقد جاءَ في حديثٍ آخرَ مفسَّراً، وكلُّ من ألمَّ بكَ وقصدَك لرَفدِك؛ فهو عَافٍ ومُعتَفٍ، وجمعُهم: عُفاةٌ وعَافِيةٌ، يقال منه: عَفوتُه واعتَفَيتُه.

وقوله: «حتَّى تُعفِّي أثَرَه» [خ¦٢٩١٧] أي: تمحُوه وتُذهِبَه، وفي الرِّوايةِ الأخرَى: «تَعْفُو» [خ¦١٤٤٣] بمعناه، ومنه: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ﴾ [التوبة: ٤٣] أي: مَحا ذنبَك، وعَفتِ الريحُ الأثرَ.

وقوله: «وعَفَا الأثرُ» [خ¦١٥٦٤] وفي الحديثِ الآخرِ: «أعُوذُ بِمُعافاتِك من عُقُوبتِك» أي: بعفوِك عنِّي وتركِ مؤاخذتِك، يقال: عافاه الله معافاةً وعافيةً، وفي الحديثِ الآخرِ: «أسأَلُك العفوَ والعَافِيةَ والمُعافَاة» قيل: العفوُ محوُ الذَّنبِ، والعافيةُ من الأسقام والبلايا، ودفاعُه عنه اسمٌ وُضِعَ مَوضِعَ المصدرِ، مثلُ: راغِيةُ البعيرِ،

<<  <  ج: ص:  >  >>