السُّؤالِ يُعِفُّه الله على ذلِك، ويرزُقهُ من حيثُ لا يحتسِبُ، قال أبو زيدٍ: العِفَّة: تركُ كلِّ قبيحٍ وحرامٍ، والعفيفةُ من النِّساءِ: السيِّدة الخيِّرة الكَافَّة عن الخَنَا والفُحشِ.
١٦٧٦ - (ع ف و) قوله: «أمرَ … بإعفاء اللِّحَى» أي: بِتوفِيرها، يقال: عَفَا الشَّيءُ إذا كَثُرَ، ويقال فيه: أعفيتُ الشَّيءَ وعفوتُه، إذا كثَّرتَه، وتفسيرُه في الحديثِ الآخرِ:«وفِّروا الِّلحَى»[خ¦٥٨٩٢].
ومنه في الحديثِ الآخرِ:«إذا دخَل صَفَر، وعَفَا الوَبَر» على ما جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ، يريدُ وبَرَ الإبلِ التي حلَقَتها الرِّجالُ؛ أي: كَثُر، ويكون أيضاً بمعنَى: قلَّ وذهبَ، من الأضدادِ، ومنه: عَفَتِ الدِّيارُ؛ إذا دَرَسَت وذَهَبَت معالمُها، وقيل مثلُه في:«عَفَا الأثرُ»[خ¦١٥٦٤] في الرِّوايةِ المشهورةِ في هذا الحديثِ، وقيل: أي: دَرَسَ أثرُ الحاجِّ والمُعتمِرين بعد رُجُوعِهم.
وقوله:«العَوافي … الطَّير والسِّباع» * [خ¦١٨٧٤] فسَّره في الحديثِ بما ذكرَ، وهو اسمٌ لها، جامعٌ لطلِبها رزقَها، وكذلك سائرُ الدَّوابِّ، وفي الحديثِ الآخرِ:«فما أكَلَت منه العَوَافي له صَدَقةٌ» بمعناه، وقد جاءَ في حديثٍ آخرَ مفسَّراً، وكلُّ من ألمَّ بكَ وقصدَك لرَفدِك؛ فهو عَافٍ ومُعتَفٍ، وجمعُهم: عُفاةٌ وعَافِيةٌ، يقال منه: عَفوتُه واعتَفَيتُه.