مقدَّمةٍ على التَّاء، وهو بمعنى الأوَّل، وفي كتابِ أبي داودَ:«يتقَفَّون» بفتحِ القافِ وشدِّ الفاءِ بغيرِ راءٍ، بمعنَى الأوَّل، يقال: قفوتُه؛ إذا تبعتَه، ومنه سُمِّي القَافَة.
وأمَّا بتقديمِ الفاءِ في الرِّوايةِ الأولى، فلم أرَ من تكلَّم عليه، وهو عندِي أصحُّ الرِّوايات وأليقُها بالمعنَى، والمرادُ؛ أي إنَّهم يطلبون غامضَه، ويستخرجونَ خفيَّه، ويبحثونَ عن أسرارِه، ويفتحُون مُغلَقه، كما قال عمرُ في امرئِ القيسِ: افْتَقر عن مَعانٍ عُورٍ بأصَحِّ بَصَرٍ، ومنه سُمِّيت البئرُ: الفقيرَ؛ لاستخراجِ مائِها.
فلمَّا كان القومُ بهذه الصِّفة من الفَهم والعِلم، ثمَّ جاؤوا بتلكَ المقالةِ المُنكرةِ، وقالوا ببدعةِ القَدَر، استعظَمها منهم وارتابَ في قولهم، ألا تراه كيفَ وصفَهم بقراءةِ القرآنِ، وقالَ وذكرَ من شأنِهم بخلافِ ما لو سمعَ هذا القولَ من غيرِهم، ممَّن لا يُوصَف بعلمٍ ولا فهمٍ، ولو سمعَها لما بالى بهم، ولعدَّها من جُملة ما عُهدَ من جهالاتِهم.
ورأيتُ بعضَهم ذكرَه في تعليقٍ له على مسلم:«يتقعَّرون» بالقافِ بعدها عينٌ؛ أي: يطلبونَ قعرَه وغامضَه، ومنه: التقعيرُ في الكلام.
قوله في باب: ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى﴾ [البقرة: ٥١]: «﴿سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ﴾ [الأعراف: ١٤٩] كلُّ من نَدِمَ، فقد سُقِطَ في يَدِه»[خ¦٦٥/ ٧ - ٦٧٠٧] كذا لهم، وعندَ القابسيِّ:«قيل: سقط في يده» وهو الصَّوابُ.
قوله في فضلِ عائشةَ وخبرِها مع حَفصة:«فافتقَدَتْه عائشةُ فغارَتْ» كذا لهم، وهو الصَّوابُ؛ أي: طلَبتِ النَّبيَّ ﷺ فلم تجِده معها على العادةِ، وعندَ بعضِهم:«فاقتعدته» لأنَّه تأوَّل: ركبَت الجملَ المذكورَ، وليسَ هذا موضعُه؛ لأنَّ الرُّكوبَ قد ذُكِر قبلَ هذا.
الفاء مع السِّين
١٨٦٩ - (ف س ح) قولها: «بيتُها فَساحٌ»[خ¦٥١٨٩] بفتحِ الفاءِ؛ أي واسعٌ، مثل فسيحٍ، والفَساحةُ: السعةُ، ويحتَمل أن يكونَ على ظاهرِه، أو يكونَ أرادَت خيرَ بيتِها ونعمتَه، وسَعةَ ذاتِ يدِها وكثرةَ مالها.
١٨٧٠ - (ف س ط) قوله: «عَتَبتُه أو فسطَاطه»، و «له فُسطاطٌ أو سُرادِقٌ»[خ¦١٥٢٢] الفسطاط: الخِباءُ ونحوُه، يقال بضمِّ الفاء وكَسرِها، وهو أيضاً مُجتمَع أهل الكُورةِ حولَ جامعِها، ومنه سُمِّي فُسطاطُ مصرَ، وأصلُه عمودُ الخِباءِ الذي يَقوم عليه، ويقال