قوله:«فلمَّا رَأَينا جدُر الَمدينةِ هشِشْنا لذلك» بكَسرِ الشِّين؛ أي: نَشِطنا وخفَّفْنا في السَّيرِ، يقال منه: هشَّ يَهَشُّ بفتح الهاء في المُستَقبل، وأمَّا من قوله تعالى: ﴿وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ [طه: ١٨] وهو خَبطُ ورقِ الشَّجرةِ ليَتناثَر لها فهَششْتُ بالفتحِ أَهُشُّ بالضَّمِّ في المُستَقبلِ، وكذا الرِّوايةُ في الحَديثِ المُتقدِّم عند السِّجزيِّ.
وكان عند أبي بَحرٍ:«هَشَّنا» بفتح الهاء وتَشديدِ الشِّين، على إدغام المِثلَين ولغة بعضِ العَربِ في نَقلِ الحرَكةِ وإدغامِها؛ وهي لغةُ بكرِ بنِ وائلٍ، كما قدَّمناه في الهَاء والزَّاي، وعلى نَحوِ قولهم: عضَّ ومضَّ، وأصلُه: عضض ومضض.
ولغَيرِه:«هَشْنا» بسُكون الشِّين وهاء مَفتُوحة على التَّخفيف، ولغة من قال: ظَلْت أفعَل كذا، وكما قال:
لم يَلْدَه أبوَان
وكلُّه صوابٌ، وكان عند العُذريِّ:«هِشْنَا» بكَسرِ الهاء وسكون الشِّين ووجهُه من هاش بمعنَى: هشَّ، قال الهرويُّ: يجوزُ هاشَ بمعنى: هشَّ، قال شمر: هاش بمعنى: طرب، ومنه قول الرَّاعي:
فكبَّر للرُّؤيا وهاشَ فُؤادُه … وبشَّر نفساً كان قبلُ يلُومُها
وقد يكون من هَشْت أيضاً، على لُغةِ من قال: ظَلْتُ أفعَل كذا، حكَاها سِيبُويَه ﵀ في الشّاذِّ.
الهَاء مع الهَاء
٢٣٠٢ - (هـ هـ) قوله: «فقُلتُ: هَهْ هَهْ حتَّى ذهَب نَفَسِي» بفتحِ الهاء الأولى فيهما وسكُون الثَّانِيَة، هي حِكايَة صَوتِ المَبهُورِ من تَعبٍ أو حملِ ثقلٍ أو جريٍ.
الهَاء مع الوَاو
٢٣٠٣ - (هـ و د) قوله: «فأَبوَاهُ يُهوِّدَانِه أو يُنصِّرَانِه أو يُمَجِّسَانِه»[خ¦١٣٥٨] قيل: يُعلِّمانه