وفي حديثِ الاسْتِسقاءِ:«حتَّى صارَت في مِثلِ الإكْليلِ» * [خ¦١٠٢١] يعني: المَدينةَ، قيل: هو ما أحاط بالظُّفر من اللَّحمِ، وكلُّ ما أحاط بشيءٍ فهو إكليلٌ، ومنه سُمِّي الإكليلُ، وهي العِصابةُ؛ لإحاطَتِه بالجَبينِ، وقيل: هي الرَّوضةُ، وفي الحديثِ:«تبرُقُ أكاليلُ وَجْهِهِ» وهو الجبينُ وما يحيط منه بالوجه، وهو مَوضعُ الإكْليلِ.
قوله:«كَلَّا والله لتُنفَقَنَّ كنوزُهما في سَبيلِ الله» هي في كَلامِ العَربِ للجَحْدِ بمعنى لا والله، وقيل: بمعنى الزَّجر.
١٠٧٧ - (ك ل م) قوله: «لا يُكْلَمُ أحدٌ في سَبيلِ الله -وقوله: - إلَّا جاء يومَ القِيامَة وكَلْمُهُ يثعَبُ دماً»[خ¦٢٨٠٣] الكَلْم بالفتحِ: الجُرحُ.
وقوله:«بكلمات الله التَّامَّة»[خ¦٣٣٧١] يعني القرآنَ، ومنه:«وتَصْدِيقُ كَلِمَاته»[خ¦٣١٢٣]، وقيل: كلامُ الله كلُّه تامٌّ لا يدخُله نقصٌ كما يدخُل كلامَ البشرِ، ومرَّ تفسير «التَّامَّة» في التَّاء.
وقوله:«سُبحانَ الله عدَد … كَلِمَاته» قيل في كلماته: عِلمُه في قوله: ﴿لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾ [الكهف: ١٠٩]، فإذا كان على هذا فذِكُر العَددِ هنا تجوُّز في معنى المُبالغةِ في الكَثرةِ؛ إذ عِلمُ الله لا يَنحصِرُ، وكذلك إنْ رُدَّ معنى كلماته إلى كَلامِه أو القرآنِ كما تقدَّم في قوله:«كلمات الله التَّامَّة»، كما قيل في قوله: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: ١٣٧] أي: كلامه؛ إذ لا تَنحصِر صِفاته ولا كَلامه، ولا أوَّلَ ولا آخرَ لذاتِه، لا إله غيرُه، وإذا قلنا: معنى كلماته: عِلمُه؛ أي: مَعلُوماته فيحتَمِل أن يريد العَدد، ويحتَمِل أن يريدَ التَّكثيرَ، وقيل: يحتَمِل أن يريدَ عدَد الأذكار وعدَد الأجُور على ذلك، ونصب «عدَداً» و «مِداداً» و «زِنَةً» على المصدر.
وقوله في عيسى ﵇:«كَلِمَة الله ورُوحه»[خ¦٤٤٧٦] أي: خُلِقَ بكَلِمته، وهو قوله: ﴿كُن﴾ فيكون من غيرِ أبٍ، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ﴾ [آل عمران: ٥٩]-وقيل: سمَّاه كلمةً لتبشيرها أوَّلاً بوَلدٍ، ثمَّ كونِه بشراً؛ فسمَّاه كلمةً لذلك- إلى قوله: ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩].