وتُسمَّى رائحةُ اللَّحم الكريهةُ: زهُومةً ما لم يُنتِن ويتغيَّر.
٩٧٠ - (ز هـ ر) قوله: «إذا سَمِعْنَ صَوت المِزْهر»[خ¦٥١٨٩] هو عودُ الغِناء بكسر الميمِ.
وقوله:«أَزْهَرُ اللَّونِ»[خ¦٣٥٤٧] أي: مُشرِقَه ومُنِيره، ويُفسِّرُه بقيَّة الحديثِ:«ليسَ بالأبيَضِ الأمْهقِ ولا بالآدَمِ»[خ¦٣٥٤٧] أي: ليس بالشَّديدِ البياضِ الذي لا يشُوبه حُمرَة، والأزهرُ: هو الأبيضُ المُشرَبُ بحُمرةٍ أو صُفرةٍ، ومنه: زُهرُ النُّجوم، والزُّهرةُ: البياضُ النيِّرُ، وجاء فيه في كتاب البُخاريِّ لبَعضِ الرُّواة تخلِيطٌ ذكَرناه في آخرِ الكِتابِ.
وذكر:«زَهْرة الدُّنيا»[خ¦١٤٦٥] نضارتَها ونَعِيمها، كزَهرةِ النَّباتِ وحُسنِها، وهو نَّوارُه، وكذلك قوله في الجنَّةِ:«فرأى زَهْرَتها»[خ¦٨٠٦] يُفسِّره قوله بعده: «وما فيها من النَّضْرة والسُّرُورِ».
وقوله:«اقرَؤُوا الزَّهْراوَين» فسَّرها في الحَديثِ: «البقَرَة وآل عِمران» يريدُ النَّيِّرتَين كما سُمِّي القُرآنُ نوراً، وهو كلُّه راجعٌ إلى البيانِ كما نذكُره في حرفِ النُّون.
٩٧١ - (ز هـ و) قوله: «نهَى عن بيعِ التَّمر حتَّى تَزْهُو»[خ¦٢١٩٥] و «حتى تُزْهِي»[خ¦١٤٨٨] جاء باللَّفظَتين في الحديثِ؛ أي: تصِير زَهواً، وهو ابتداءُ إرْطابها وطِيبِها، يقال: زَهَت الثَّمرةُ تَزهُو وأزْهَت تُزهِي إذا بدَأ طِيبه وتلوُّنه، حكاه صاحبُ «الأفعال» وغيرُه، وأنكَر غيرُه الثُّلاثيَّ، وقال: إنَّما يقال: أزْهَت لا غير، وفرَّق بعضُهم بين اللَّفظَين، قال ابنُ الأعرابيِّ: زهَت الثَّمرة إذا ظهَرت، وأزْهَت إذا احمرَّت أو اصفرَّت، وهو الزَّهْوُ والزُّهْوُ معاً بالفَتحِ والضَّمِّ.
وقوله:«وهذه تُزهَى أن تَلبَسَه في البَيتِ» * [خ¦٢٦٢٨] على ما لم يُسمَّ فاعلُه؛ أي: تَستَكبر عنه وتَستَحقِره، قال الأصمعيُّ: زُهِيَ فلانٌ علينا على ما لم يُسمَّ فاعِلُه فهو مَزهُوٌّ من الكِبْر والخُيلاءِ ولا يقال زَها بالفتح، وقال يعقوبُ: كَلْب تقولُ: زَهوْت علينا، وفي أصلِ الأَصيليِّ لأبي أحمدَ:«فإنَّها أمَرَها» وليس بشَيءٍ.
وقوله:«كانوا زُهَاء ثلاث مِئة» بضمِّ الزَّاي ممدودٌ؛ أي: قَدْر ذلك، ويقال: لُهاء باللَّام أيضاً.