١٣٨ - (ب د د) قوله: «فأبَدُّه … بَصَرَه»[خ¦٤٤٣٨] قال الحربيُّ: أمدَّه، وقال القُتبِيُّ: أبَدَّ معناه مدَّ، وقيل: طوَّل، وفسَّره الطَّبريُّ بمعنى رفَعَه إليه.
وقوله:«يُبدُّونَ أَعمالَهم قبلَ أهوائِهم» كذا ضبَطْناه عن جميعِهم بضمِّ الدَّال مُشدَّدة، وحقِيقةُ هذه اللَّفظةِ كَسر الدَّال والهَمز، وكذا جاء في بَعضِ الرِّوايات؛ لأنَّه من التَّبدِئة، لكنه سُهِّل ونُقِل ضمَّة الهَمزة لما قبلَها.
وقد يصِحُّ أن يكون على الوَجهِ الأوَّلِ من البَداءِ؛ وهو الظُّهور؛ أي: يُظهِرون ذلك ويُشهِرونَه.
وقوله:«استَبْدَدْتَ علينا»[خ¦٤٢٤٠] أي: انفردت بالأمر دوننا واختصصت به.
وقوله:«فبدَّد بين أصابعِه»[خ¦٤٨٠٠] أي فرَّق.
وقوله:«لا بُدَّ»[خ¦٦٩٥] أي: لا انفِكاكَ منه، وقيل: لا فراقَ دُونَه.
١٣٩ - (ب د ر) وقوله: «ترجُفُ بَوادِرُه»[خ¦٤٩٥٣] جمع بادِرَة، وهي اللَّحمةُ بين المَنكِب والعُنقِ، وجاء في الحديثِ الآخَر:«فؤاده»[خ¦٣]، وكذا جاء للقابِسيِّ في التَّفسيرِ، ولغَيرِه:«بوادره».
وقوله:«بادَرَني عَبدِي بنَفسِه»[خ¦٣٤٦٣]، و «بدَرَتني بالكَلام» كلُّه من المُسابَقةِ، ومنه قولهم:«تبدُرُ يمينُ أحدِهم شهادتَه» أي: «تسبِقُ»[خ¦٢٦٥٢] كما جاء في الرِّواية الأُخرَى.
و قوله:«بدر الطَّرفَ نباتُه»[خ¦٢٣٤٨] عِبارَةٌ عن سُرعةِ نَباتِه؛ أي: سبَق رجْعَ العينِ وصَرفَ بَصرِها أو حركَةَ حِسِّها على ما نُفسِّره في الطَّاء، كما قال تعالى: ﴿قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: ٤٠]، ومنه في البُصاقِ في المَسجدِ:«فإن عجِلَتْ منه بادرةٌ فليقُلْ بثوبِه هكذا» أي: اضْطَر إلى بصقةٍ أو نخاعةٍ تخرُج منه ويَغلِبُه حَبسهَا.