وصلاة ُالمغربِ، ولا يقال لهذه العِشاءُ، والحديثُ المتقدِّم يردُّ قوله.
وقوله:«إذا حَضَرتِ العِشاء والعَشاء، فابدؤوا بالعَشاءِ» * [خ¦٥٤٦٥] هذا بفتحِ العينِ ممدودٌ، وهي أكلةُ آخرِ النَّهارِ وأوَّلِ اللَّيل، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ في الجمعِ بعرفة:«فصلَّى الصلاتَين؛ كلَّ صلاةٍ وحدَها بأذانٍ وإقامةٍ، والعَشَاءُ بينهما»[خ¦١٦٨٣] بفتحِ العينِ ممدودٌ، معناه: أنَّه تعشَّى بينَ الصَّلاتَين، كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ لما صلَّى المغربَ:«دعا بعَشَائِهِ فتعشَّى»[خ¦١٦٧٥] ثمَّ ذكرَ صلاتَه العَتَمةَ بعدَ ذلك.
وقوله:«عُشَيْشِية» تصغير عَشيّة، قال سيبُويه: صُغِّرت على غيرِ مكبَّرها.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهم
في حديثِ سِدرَةِ المنتهَى:«وعُشبُها ألوانٌ» كذا وقعَ للقابسيِّ في أوَّلِ كتابِ الصَّلاةِ، من صحيحِ البُخاريِّ بعينٍ مهملةٍ مضمومةٍ وبعدَ الشِّين باءٌ بواحدةٍ، وهو وهمٌ، والصَّحيح ما للجماعةِ هنا وما وافقَهم فيه في غيرِ هذا الموضعِ:«وغَشِيَهَا»[خ¦٣٤٩] بفتحِ الغينِ المعجمةِ وهو مثلُ قوله تعالى: ﴿إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [النجم: ١٦]، وفي تفسيرِه جاءَ هذا الحديثُ.
وقولها:«ولا تملأُ بيتنا تعشيشاً» كذا الرِّوايةُ عندَ جميعِ شيوخِنا في مسلمٍ بالعينِ المهملةِ، ووقعَ لبعضِ الرُّواةِ بالمعجمةِ أيضاً، وهكذا ذكرَه البُخاريُّ في حديثِ عيسى بن يونُسَ بالعينِ المهملةِ [خ¦٥١٨٩]، وكلاهما صوابٌ، ثمَّ قال: وقال سعيدُ بن سلمةَ، عن هشامٍ:«ولا تُغشِّشُ بيتنا تغشِيشاً» كلُّه بالغينِ المعجمةِ، كذا عندَ المستمليْ، وهو الصَّوابُ هنا.
وعندَ الحَمُّوْييِّ:«وعشَّشَ» هكذا، وعندَ القابسيِّ:«وعَشْعَش تَعشِيشاً» بالعينِ المهملةِ في جميعِ ذلك، وكلُّ هذا تغييرٌ وغلطٌ، واختلَفَ تفسيرُ من رواه بالعينِ المهملةِ، فقيل: معناه إنَّها مُصلِحةٌ للبيتِ مهتبلِةٌ بتنظيفِه وإلقاءِ كُناستِه وإبعادِها منه، ولا تترُكْها هنا وهنا كأعشاشِ الطُّيورِ هنا هنا، وقيل: إنَّها أرادَت لا تدعُ العشبَ والكُناسةَ كأنَّها عُشُّ طائرٍ لقَذَرِه، ومن قاله بالغينِ فمن الغِشِّ، وقيل: من النَّميمةِ.
وفي حديث النِّساءِ:«ويَكفُرنَ العَشِير»[خ¦٢٩] كذا هو المعلومُ، وكان في كتابِ ابنِ أبي جعفرٍ، فيما أخبرنا به عن أبي حفصٍ الهوزنيِّ:«العَشِيرةَ» وهو هنا وهمٌ، وقد