للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حامِدٌ، وليس كلُّ حامد شاكراً.

قال بعضهم: الشُّكرُ بالقَلب؛ وهو التَّسليمُ، قال الله تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ﴾ [النحل: ٥٣] وباللَّسان؛ وهو الاعترافُ قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: ١١]، وشكرُ العمل وهو الدَّوام على طاعة الله، قال الله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: ١٣]، وقال وقد عُوتِب في كَثرةِ العَملِ وإتعابِ نَفسِه: «أفَلَا أكُونُ عَبداً شَكُوراً؟» [خ¦١١٣٠]، والشُّكورُ بالضَّمِّ المَصدَر، ويكون جمع: شكر.

٢١٩٥ - (ش ك ك) قوله: «فَشُكَّتْ عَليهَا ثِيابُهَا» أي: جمَعت أطرافُها لتستر، وخللت عليها بعيدان وشوك ونحوهما، يقال: شككته بالرُّمح إذا نظَّمته به.

وقوله: «شَاكِي السِّلَاحِ» أي: جامع لها، يقال: شائك وشاكٍ؛ إذا جمَع عليه سِلاحه، والشِّكةُ: السِّلاح التَّام بكَسرِ الشِّين، وسِلاح شاكٌّ بالضَّمِّ، وفي «المصنف»: الشَّاكُّ: اللَّابسُ السِّلاحِ التَّام، والشَّاكِي والشَّائك ذو الشَّوكةِ والحدِّ في سِلاحِه.

وقوله: «نَحنُ أَحقُّ بِالشكِّ مِن إبراهيمَ» [خ¦٤٥٣٧] ليس على ظاهِرِه وإثباتِ الشَّكِّ لهما، بل هو نَفيُ الشَّكِّ عنهما؛ أي: أنه لم يشُكَّ ونحن كذلك، وقيل: ذلك على سبيلِ التَّواضع أنَّه لم يشكَّ، ولو شكَّ لكنتُ أولى بالشِّكِّ إعظاماً لإبراهيمَ وتَنزِيهاً له عن الشَّكِّ، وتواضُعاً منه ، كأنَّه قال: أنا لا أشُكُّ فكيف إبراهيم؟ وقيل: قال ذلك جواباً لقَومٍ قالوا: شكَّ إبراهيمُ، ولم يشُكَّ محمَّد نبينا ، فقال: هذا على وَجهِ التَّنزيهِ له، والتَّعظيمِ على ما تَقدَّم.

٢١٩٦ - (ش ك ل) قوله في صِفَته : «أَشكلُ العَينَينِ» هي حمرة في بياضهما، وتُسمَّى الشَّكلة والسُّحرة أيضاً بالضَّمِّ، وقد جاء تَفسِيره في كتاب مُسلمٍ بوَهمٍ، نَذكُره بعد.

و «كَرِه الشِّكَالَ في الخَيلِ» جاء تَفسِيره في الحَديثِ: «أن يكون في رِجْله اليُمنَى ويَدِه اليُسرَى بياض أو في يَدِه اليُمنَى، ورِجْله اليُسرَى»، وقال أبو عُبيدٍ: هو أن يكون ثلاث قوائم منه مُطلقَة، وواحدة محجَّلة، أو ثلاث محجَّلة وواحد مُطلق، قال: ولا يكون الشِّكال إلَّا في الرِّجل، تكون هي المطلقة أو المحجَّلة أخذ من الشِّكال؛ لأنَّه كذلك يكون، وقال ابنُ دُريد: الشِّكال أن يكون تحجيله في يَدٍ ورِجلٍ من شقٍّ واحدٍ، فإنَّ كان مخالفاً قيل: شكال مخالف، وذكر المطرِّز فيه ستة أقوال غير هذه، قيل: هو بياض اليد اليمنى، والرِّجل اليمنى، وقيل: بياض اليد اليُسرى، والرِّجل اليُسرى، وقيل: بياض اليَدين، وقيل: بياض الرِّجلَين، وقيل بياض الوَجهَين، ويد واحدة، وقيل: بياض اليدَين، ورجل واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>