الأصيليِّ:«نقَب» بالنُّون وفتح القافِ، وكذلك اختَلَف فيه شيوخُ أبي ذَرٍّ، فقاله المُستَملي بالثَّاء المُثلّثة، وقاله الحَمُّوييُّ والكُشمِيهنيُّ «نَقَب» بالنُّون، وهما بمعنًى، وكذلك قوله في آخِر الحَديثِ:«والَّذي رأيتَهُ في الثَّقْبِ» الخلاف فيه، كما تقدَّم، ويقال: نَقْب ونَقَب معاً، وهو أيضاً الطَّريقُ.
وقوله في شِعْر ابنِ رواحَةَ ﵁:«إذا اسْتَثْقَلَت بالمُشرِكينَ المَضاجعُ»[خ¦١١٥٥] كذا لجميع الرُّواةِ وهو الصَّوابُ؛ أي: استَثقَلوا بها نوماً، وعند أبي ذرٍّ:«إذا استقلَّت»، وهو فسادٌ في الرِّواية والشِّعر والمعنَى.
الثَّاء مع الوَاوِ
٣٠٦ - (ث و ب) قوله: «إذا ثُوِّب بالصَّلاةِ فلا تَأتوهَا وأنتُم تَسعَون»، و «إذا ثوِّب بالصَّلاةِ أدبَر وإذا قُضيَ التَّثويب أقبَل»[خ¦٦٠٨] يقَع على النِّداء بالأذان، والدُّعاء للصَّلاة والإعلامِ بها، وأصلُ التَّثويبِ الدُّعاءُ، ويقَع على الإقامَةِ؛ لأنَّها رجُوع وعَود للنِّداء والدُّعاء إليها، وهو المُرادُ في هذه الأحاديثِ، قال الخَطَّابيُّ: وأصلُه أنَّ الرَّجلَ إذا جاء فزعاً لوَّح بثَوبِه لقَومِه، ليعلمهم فمعناه الإعْلام، والثَّواب ما يعود على الإنسان من جَزاءِ عَملِه، ومنه التَّثويبُ في صلاة الفَجرِ، وهو قوله:(الصَّلاة خَيْرٌ من النَّومِ)؛ لتَكريرِه فيها، ولأنَّه دُعاء ثانٍ إليها بعد قوله: حَيَّ على الصَّلاةِ.
وقوله:«فَثَابَ في البَيتِ رِجالٌ»[خ¦٤٢٥]، و «ثاب إليه النَّاس»[خ¦٧٣٠]، و «كان النَّاس يثُوبُون إليه» * [خ¦٥٨٦١]، و «ثابَت إلينا أجْسامُنا»[خ¦٤٣٦١] قالوا: كلُّ راجع ثائبٌ، وثاب جِسمه؛ أي: رجَع إلى حاله من الصَّلاحِ، وقيل: امتَلَأ، من قولهم: ثاب الحوضُ إذا امتَلَأت، و «ثابَ الرِّجالُ»، و «ثابُوا ذات لَيلَة» قيل: اجتَمَعوا، وقيل: جاؤوا مُتواترِين بعضُهم إثْر بَعضٍ، وعندي أنَّ معناه في هذَين الحدِيثَين؛ أي: اجتَمَعوا بدَليلِ قَولِه: «في البيت»، ولو كان على ما قال هذا لقال إلى البيت، قال صاحبُ «العين»: المثابَةُ مجتَمع النَّاس بعد تفرُّقِهم، ومنه: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ﴾ [البقرة: ١٢٥] قيل: مجتمعاً، وقيل: مُعاذاً.
قوله:«كلَابِس ثَوبَي زُورٍ»[خ¦٥٢١٩] قيل: هو لابِس ثياب الزُّهاد مُراياةً بذلك، وقيل: هو القَميصُ يُجعَل في كلِّ كُمٍّ كُمَّين، ليُرِي أنَّ علَيه قمِيصَين، وقيل: «كلَابِس ثَوبَي