للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاضي التَّميميِّ بخطِّ أبي محمَّد بن العسَّالِ وروايتِه من طريقِ ابنِ الحذَّاءِ عنه: «قال زهيرُ: هي في قراءة: حَفْض مِن حولِه» لم يُعجِمِ الحاءَ، وروايةُ الكِنانيِّ إنَّما هي طريقُ ابن ماهانَ، فأُراهُ على هذه الطَّريقةِ عوَّلَ فيما ذكرناه آخِراً، ورواه بعضُ الرُّواةِ: «مَن خَفَضَ حولَه»، وما ذهبَ إليه الكِنانيُّ فيه تكلُّفٌ وبُعْدٌ في مَساقِ فَصيحِ الكلامِ، والأَولى فيه أنَّه إنَّما أرادَ أنَّ القراءةَ: «مِن» بالكسرِ حرفُ خفضٍ فبيَّنَه بقولِه: «خَفَضَ»، وتُطابقُه روايةُ مَنْ رواه: «خَفَضَ حولَه» فعلٌ ماضٍ، وروايةُ مَن أسقطَ «خَفض» أو مَن قدَّمه على «مِن» على ما قدَّمناه، إلَّا أنَّ وجهَ الإعرابِ فيه أن يكونَ «خَفَضَ» على ما تقدَّمَ فعلٌ ماضٍ، و «حولَه»: منصوباً به لعملِه فيه، وهو مخفوضٌ في القراءةِ، أو مرفوعاً: خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أي: الكلمةُ «خفضٌ»، و «حولِه» مخفوضاً، فَصْلٌ بين الجارِّ والمجرورِ، والله أعلمُ.

الخاء مع السِّين

٦٥٨ - (خ س ا) وقوله: «فردَدْتُه خاسِئاً» [خ¦٣٤٢٣] أي: ذَليلاً صاغِراً، وقيل: مُبْعَداً.

وقوله: «اخْسَأْ، فلنْ تَعْدوَ قَدْرَكَ» [خ¦١٣٥٤] كلِمةُ زَجرٍ للبُعدِ والصَّغارِ.

٦٥٩ - (خ س ر) قوله في طوافِ الرَّاكبِ: «لقد خابَ هؤلاءِ وخَسِروا» أي: حُرِموا ونُقِصوا الأجرَ، ومنه قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين: ٣] أي: يَنقُصونَهم من ذلك.

وقوله: «خِبْتَ وخَسِرْتَ» [خ¦٣٦١٠] يُروَى بضمِّ التَّاءِ فيهما وفتحِها؛ أي: حُرِمْتَ الخيرَ، وقيل: يكونُ الخُسرانُ بمعنَى الهلاكِ، ومنه: «خسِرْتُ إذاً وضَلَّ سَعيِي» [خ¦٥٤١٢].

٦٦٠ - (خ س ف) قوله في حديثِ الخُسوفِ: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ» [خ¦١٨٤] بفتحِ الخاءِ والسِّينِ، و «لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لِحياتِه» [خ¦١٠٤٢]، وكذلك وردَ في كتابِ الله في القمَرِ، ورُوِي: «لا يَكْسِفان»، ورُويَ: «لا يَنْكَسِفان» [خ¦١٠٤٠]، ورُويَ: «كَسَفا»، و «خَسَفا»، ورُويَ: «انكَسَفَتِ الشَّمسُ» [خ¦١٠٦٠]، وقاله بعضُهم: «خُسِفَت» بضمِّ الخاءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، قال ابنُ دريدٍ: يُقال: خَسَفَ القمرُ وانْكسَفَتِ الشَّمسُ، وقال بعضُهم: لا يقالُ انكسَفَ القمرُ، إنَّما يُقال: خسَفَ القمرُ وكسَفَتِ الشَّمسُ، وكسَفَها الله فهيَ مكسوفةٌ وكاسِفةٌ.

وقال يعقوبُ: لا يقالُ: انكسَفَتِ الشَّمسُ، وقال أبو زيدٍ: يُقال: كَسَفَها الله وأكسَفَها إِكْسافاً، وذهبَ بعضُ اللُّغويِّين والمتقدِّمين

<<  <  ج: ص:  >  >>