القاضي التَّميميِّ بخطِّ أبي محمَّد بن العسَّالِ وروايتِه من طريقِ ابنِ الحذَّاءِ عنه:«قال زهيرُ: هي في قراءة: حَفْض مِن حولِه» لم يُعجِمِ الحاءَ، وروايةُ الكِنانيِّ إنَّما هي طريقُ ابن ماهانَ، فأُراهُ على هذه الطَّريقةِ عوَّلَ فيما ذكرناه آخِراً، ورواه بعضُ الرُّواةِ:«مَن خَفَضَ حولَه»، وما ذهبَ إليه الكِنانيُّ فيه تكلُّفٌ وبُعْدٌ في مَساقِ فَصيحِ الكلامِ، والأَولى فيه أنَّه إنَّما أرادَ أنَّ القراءةَ:«مِن» بالكسرِ حرفُ خفضٍ فبيَّنَه بقولِه: «خَفَضَ»، وتُطابقُه روايةُ مَنْ رواه:«خَفَضَ حولَه» فعلٌ ماضٍ، وروايةُ مَن أسقطَ «خَفض» أو مَن قدَّمه على «مِن» على ما قدَّمناه، إلَّا أنَّ وجهَ الإعرابِ فيه أن يكونَ «خَفَضَ» على ما تقدَّمَ فعلٌ ماضٍ، و «حولَه»: منصوباً به لعملِه فيه، وهو مخفوضٌ في القراءةِ، أو مرفوعاً: خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أي: الكلمةُ «خفضٌ»، و «حولِه» مخفوضاً، فَصْلٌ بين الجارِّ والمجرورِ، والله أعلمُ.
٦٦٠ - (خ س ف) قوله في حديثِ الخُسوفِ: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ»[خ¦١٨٤] بفتحِ الخاءِ والسِّينِ، و «لا يَخْسِفانِ لموتِ أحدٍ ولا لِحياتِه»[خ¦١٠٤٢]، وكذلك وردَ في كتابِ الله في القمَرِ، ورُوِي:«لا يَكْسِفان»، ورُويَ:«لا يَنْكَسِفان»[خ¦١٠٤٠]، ورُويَ:«كَسَفا»، و «خَسَفا»، ورُويَ:«انكَسَفَتِ الشَّمسُ»[خ¦١٠٦٠]، وقاله بعضُهم:«خُسِفَت» بضمِّ الخاءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، قال ابنُ دريدٍ: يُقال: خَسَفَ القمرُ وانْكسَفَتِ الشَّمسُ، وقال بعضُهم: لا يقالُ انكسَفَ القمرُ، إنَّما يُقال: خسَفَ القمرُ وكسَفَتِ الشَّمسُ، وكسَفَها الله فهيَ مكسوفةٌ وكاسِفةٌ.
وقال يعقوبُ: لا يقالُ: انكسَفَتِ الشَّمسُ، وقال أبو زيدٍ: يُقال: كَسَفَها الله وأكسَفَها إِكْسافاً، وذهبَ بعضُ اللُّغويِّين والمتقدِّمين