للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعضُهم: «حَرفِ» بالحاءِ المهملةِ المفتوحة والرَّاء، ومعانيها كلِّها مفهومةٌ متقاربةٌ صحيحةٌ، والوجهُ هنا فيها: «جُرُفُها»، كما قال تعالى: ﴿شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾ [التوبة: ١٠٩]، أو «حَرْفُها»، والله أعلم.

في كتاب اللباس: «فَرُّوجُ حَريرٍ» [خ¦٥٨٠١] لأبي ذرٍّ: براءَين وحاءٍ مهملةٍ، وللقابسيِّ والنَّسفيِّ: «حديدٍ» بدالَين، وعند الأصيليِّ: «جريرٍ» بجيم وراءَين مهملَتين، وعند عُبدوسٍ فيه نقطةٌ على الخاء، وصوابُه رواية أبي ذرٍّ، وكذا ذكره مسلمٌ، لكن صحَّةُ الرِّواية هنا غيرُ «الحرير»، والاختلافُ والوهم فيه من شيوخِ البخاريِّ ومَن قبلَه؛ بدليل قولِ البخاريِّ: «وقال غيرُه: فرُّوجٌ حريرٌ» فدلَّ أنَّ الذي ذكر البخاريُّ قبلُ غيرَ «حرير» الذي هو الصَّواب، لكن اختَلف الرُّواة عن البخاريِّ في الأوَّل في «حديد» أو «جرير».

قوله في الفضائل في فضلِ سعدٍ: «اطْرُدْ هؤلاء لا يَجترِئون علينا» كذا الرِّوايةُ، قال بعضُهم: صوابُه: «لا يَجترِئوا» جوابُ النَّهي، قال القاضي : وقد يكون على هذا الجوابُ مُضمراً؛ أي: اطرُدْهم ولا تترُكهم يَجترِئون علينا فيذِلُّونا، أو فتَجاوَزهم، أو تُخرِجهم عنَّا، ونحوُ هذا.

وفي المغازي: «كأنَّها جَمَلٌ أَجْرَبُ» [خ¦٤٣٥٦] يعني: ذا جَربٍ مَطليٍّ بالقَطِران فاسودَّ، فشبَّه به ما حَرَّقَ من بيتِ ذي الخَلَصَة، وفي روايةِ مسدَّد: «أَجوفُ أو أَجرَبُ» [خ¦٣٠٢٠] على الشَّكِّ، وشَرَحَه بأبيضِ البطنِ، وهو تصحيفٌ وخطأٌ وفسادٌ للمعنَى، ولا وجهَ له هنا.

وقوله: «بَطلٌ مُجرَّبٌ» كذا جاء عندَنا عن جميعِهم؛ أي: جُرِّبَت في الحروب شجاعتُه، وفي بعض النُّسخ: «محرَّبٌ» بالحاء المهملة، وله وجه؛ أي: متغيِّظ.

[الجيم مع الزاي]

٣٥٣ - (ج ز ا) قوله: «ما أجْزَأ منَّا … أحدٌ كما أجْزَأ فلانٌ» [خ¦٢٨٩٨] مهموزُ الآخِر؛ أي: ما كفَى وأغنَى، يُقال: أجزَأني الشَّيءُ كفاني، مهموزٌ، وهذا الشَّيء يُجزِئ عن هذا، مهموزٌ، وجاء غيرَ مهموزٍ في لغةٍ؛ أي: يكفي.

وفي (باب القراءةِ في الفجر): «وإن لم تزِد على أمِّ القرآن أجْزَأَت عنك» [خ¦٧٧٢] وعند القابسيِّ: «أجْزَت» أي: كفَت، على اللُّغتَين، قال صاحب «الأفعال»: أجْزَأ الشَّيءُ كفَى، مهموزٌ، واجتَزَأْت به كفاني، وأجْزَأ فلانٌ عنك كفى، وجزَيْتُك -غيرُ مهموزٍ- كافَأْتُك بفِعْلك، وجزَى الشَّيءُ عنك قضَى، وأجزَيْتُ عنك قُمت مقامَك، وجزاءُ الصَّيدِ من هذا؛ أي: ما يقُوم مقامَه وينوبُ عنه في الكفَّارة ويكونُ قضاءَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>