احتاج، قاله ابنُ الأعْرابيِّ؛ أي: احتاج فسَأل عن حاجَتِه، وقد يكون بمعنَى تفطَّن لما سأل عنه وعقَل، يقال: أَرِبَ إذا عَقَل فهو أَريبٌ أَرَبًا وإِرْبَةً، وقيل: هو تعجُّبٌ من حِرْصه، قالوا: ومعناه: لله دَرُّه، قاله ابنُ الأنباريُّ، أي فَعَل فِعْلَ العُقلاء في سُؤال ما جَهِله، وقيل: هو دعاءٌ عليه؛ أي: سقَطَت آرابُه، وهي أعضاؤُه، واحدُها إرْبٌ، كما قال:«ترِبَتْ يمِينُه»[خ¦٦٠٣١]، و «عَقْرَى حَلْقَى»[خ¦١٥٦١]، وليس المُراد معنَى الدُّعاء، لكن على عادَةِ العَربِ في اسْتِعمالِ هذه الألفاظِ في دَعمِ كَلامِها، وإلى هذا المعنَى ذهَب القُتَبيُّ، وإنَّما دعا عليه بهذا لمّا رآه يُزاحِم ويُدافِع غيرَه.
وقد جاء في حَديثِ عمرَ للآخَرِ:«أرِبْتَ عن يدَيكَ» قيل: تقطَّعت آرابُك أو سقَطَت، فهذا يدلُّ أنَّه بمعنَى الدُّعاءِ عليه، لفظٌ مُستَعمَل عندهم.
ومن قال:«أَرَبُ» بفَتحِ الهَمزةِ والرَّاء وضَمِّ الباء، فمعناه حاجَةٌ جاءَتْ به، قاله الأزهَريُّ، وتكونُ «ما» هنا زائدة، وفي سائر الوُجوه استِفْهاميَّةٌ، ومن قالَه بالكَسرِ وضمِّ الباء، فمَعْناه رجلٌ حاذقٌ فطِنٌ سأل عمَّا يَعنِيه، والأَرْبُ والإِرْبُ والإِرْبَة والمَأربَة: الحاجةُ بفَتحِ الرَّاء وضَمِّها، ولا وَجْه لقول أبي ذَرٍّ:«أَرَبَ».
وفي الحَديثِ الآخَرِ:«لا أَرَبَ لي فيه»[خ¦١٤١٢] أي: لا حاجَة.
وقوله:«أيُّكم أمْلَكُ لإرْبِه مِن رَسولِ الله ﷺ؟!» * [خ¦١٩٢٧] كذا رَوَيناه عن كافَّة شيُوخِنا في هذه الأصُولِ بكَسرِ الهَمزةِ وسُكونِ الرَّاءِ، وفسَّرُوه لحاجَتِه، وقيل: لعَقْلِه، وقيل: لعُضوِه، قال أبو عُبيدٍ والخَطَّابيُّ: كذا يقوله أكثرُ الرُّواةِ، والإرْبُ العُضوُ، وإنَّما هو:«لأَرَبه» بفَتحِ الهَمزةِ والرَّاء أو «لإِرْبَتِه» أي: حاجَتِه، قالوا: والإِرْبُ أيضًا الحاجَةُ، قال الخَطَّابيُّ: والأوَّلُ أظهَرُ.
وقد جاء في «المُوطَّأ» في رواية عُبيدِ الله: «أيُّكم أملَكُ لنَفْسِه»، ورواه ابنُ وضَّاحٍ:«لإِرْبِه»، وفي الحديثِ الآخَرِ في العِتْق:«بكلِّ إرْبٍ منه إرْبًا منه منَ النَّارِ» أي: أعضاؤُه.
٣٦ - (أ ر ث) قوله: «فإنَّكُم على إرْثٍ هو مِن إرْثِ إبراهيمَ»«الإرث» بكَسرِ الهَمزةِ المِيراثُ، وأصلُه الواو «وِرْثٌ» فقُلِبتْ ألفًا لمكان الكَسرَة؛ أي: إنَّكم على بقيَّةٍ من شَرعِه وأمْرِه القَديمِ.
٣٧ - (أ ر ج) و «الأُرجُوان» بضمِّ الهَمزةِ وضمِّ الجيمِ، كذا قيَّدناه فيها وفي